أخبار عاجلة

خاص

انتهاك للسيادة اللبنانية.. هذه عواقب حظر ميليشيا حزب الله في ألمانيا
01-05-2020 | 17:42

طوني بولس- المصنف تنظيماً إرهابياً في معظم الدول الغربية التي تتوالى بإدراج هذا الحزب على القوائم السوداء، ولن تكون المانيا آخر الدول التي تحظر نشاطه على أراضيه وتعتبر كل من يتعامل له متساوياً مع ارهابيي داعش والقاعدة.

وكان لافتاً تغريده الناطق باسم وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر بأن وزير الداخلية “أكد حظر منظمة حزب الله الإرهابية الشيعية في ألمانيا”،


وأضاف: “حتى في أوقات الأزمات، سيادة القانون قادرة على اتخاذ الإجراءات”، حيث تعتبر المرة الاولى التي يتم الإشارة الى “الشيعة” ما يكشف صراحة نظرة غربية الى ان هذا الحزب لا ينتمي الى الشعب اللبناني انما للتطرف الشيعي الذي تقوده إيران ودور هذا الحزب تنفيذ أجندة الحرس الثوري حول العالم.


إيران وحدها!


ومن المفارقات أيضاً ان إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي استنكرت حظر “حزب الله” في المانيا، حيث وضعت قرار الحكومة الالمانية ضد الحزب، في سياق “اهداف الكيان الصهيوني وأميركا”،


وكانت طهران أصدرت طوابع بريدية عن خريطة لبنان يتوسطها علم الحزب بدل الارزة اللبنانية، بانتهاك جديد وصارخ للسيادة اللبنانية والمس برموزه الوطنية مقابل صمت تام من جانب السلطات الرسمية اللبنانية.


هذا التصعيد في موقف ألمانيا ضد الحزب، بحسب مصادر دبلوماسية، يؤشر الى رغبة دولية بمحاربة نشاط ميليشيا الحزب وكل الفصائل والتنظيمات المسلحة التي تدور في فلك الحرس الثوري الايراني، والمموّلة والمدعومة عتادا وسلاحا، من طهران، والى توجّه نحو “تفعيل” جهود تطويق إيران وأذرعها، والتي بدأت في الواقع، منذ سنوات، “على الناعم” عبر عقوبات اقتصادية وتصنيفات.


عواقب الحظر على لبنان


وفي سياق تداعيات القرار الألماني على الحزب طرحت المصادر تساؤلات حول زيادة العزلة على لبنان في ظل حكومة حسان دياب التي اتى بها الحزب ونظرة الغرب اليها بأنها حكومة حزب الله “الإرهابي” بالمفهوم الدولي،


كما اشارت الى ان هناك توجهًا يرمي لسحب الجنسية ممن ستثبت التحقيقات ان لهم اتصالاً او تواصلاً مع منظمة حزب الله.


ويشير خبراء الى ان حظر حزب الله من شأنه أن يؤثر على العلاقات مع لبنان، لأن المنظمة ممثلة عبر ذراعها السياسية منذ عام 1992 في البرلمان اللبناني، ولديه حالياً 13 نائباً وعدد من الوزراء، وبما أن حزب الله تربطه علاقات وثيقة مع نظام الملالي في إيران،


فإن الحظرا سيكون له تأثير على العلاقات الألمانية الإيرانية، ونظرا للحصار الأمريكي فإن إيران تعول على علاقات جيدة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي.


مفعول الحظر داخل ألمانيا


ومن نتائج الحظر ايضاً، فإن الكثير من أنشطة حزب الله ستصبح غير قانونية في ألمانيا ولن يسمح برفع علمه، وليس مستبعدا أن يؤسس حزب الله منظمة جديدة باسم آخر، لكنه سيفقد الكثير من زخمه الجماهيري و”ماركتها” الدعائية.


والحظر من شأنه أن يغير في موقف ونظرة أنصار حزب الله، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي تواجهه الحكومة الألمانية رسميا بالقول: “في الحرب ضد العنف لأسباب سياسية أو دينية توجد مهام أمنية سياسية”، كما ذُكر في وثيقة الحكومة الألمانية لدعم الديمقراطية والوقاية من التطرف.


“لكن من أجل أمن الأشخاص في بلادنا توجد أيضا عروض وقائية تقوي العمل الديمقراطي إضافة إلى الإجراءات التي تمنع الراديكالية. فقط عندما تتلاءم إجراءات أمنية وقائية وداعمة للديمقراطية يمكن أن ينجح الكفاح ضد التطرف ولصالح الديمقراطية”.


كذلك الحظر من شأنه أن يقوي الشروط القانونية للتحرك بحزم ضد حزب الله الذي يمول نفسه بالجريمة وتجارة السيارات وغسيل الأموال،


ووفق النائب البرلماني من الحزب المسيحي الديمقراطي، ماريان فينت تعتبر ألمانيا هي بالنسبة للحزب “مكان يجمع فيه الأموال”،


ويضيف بأن حزب الله لا يقوم فقط بالدعاية، بل هو منظمة عسكرية إرهابية إجرامية، والحظر سيأتي بفوائد، حسب رأيه، إذ يمكن منع تحويلات مالية أو الكشف عن تركيبة شبكة العصابات.


في حين يتناول تقرير جهاز المخابرات الألمانية الداخلية حزب الله في صفحتين تشير الى أن ميليشيا الحزب يقوم خارج الشرق الأوسط بعمليات إرهابية،


وفي ألمانيا يحافظ أنصار الحزب على وحدتهم التنظيمية والعقائدية عبر جمعيات ملحقة بمساجد تمول نفسها في المقام الأول من خلال التبرعات”.