أخبار عاجلة

مقالة

باسيل أمام خسارة جديدة بعد النفط والكهرباء وشبح الانهيار الاقتصادي
24-05-2020 | 10:07

مصباح العلي - لا يمكن وضع التباين الذي طرأ بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" إلا من ضمن إطار حالة من التشظي الكامل، فتفاهم مار مخايل الذي شكل منعطفا بارزا في لبنان وطبع الحياة السياسية طوال 14 عاما أضحى بمكان ما حملا ثقيلا على الطرفين، و الأهم بأنه غير قابل للتجيير من الجنرال عون الى صهره.


لا يمكن فهم اسباب الخلاف بين التيار والحزب من دون النظر الى المعضلة العصية على الفهم أو الحل الكامنة في شخصية جبران باسيل وشبقه الدائم إلى الاستحواذ، وهذا الأمر ليس من باب التجني أو التحامل، بل يكفي التوقف قليلا عند مفارقة ملفتة مفادها الاصرار على تجيبر كل التفاهمات والاتفاقات التي عقدها ميشال عون منذ عودته إلى صهره جبران فكان مصيرها التعثر والفشل ومن ثم الافتراق والقطيعة، فهكذا حصل مع إتفاق معراب و بالحلف مع فرنجية، ومن ثم بالتسوية الرئاسية وربما تتكرر التجربة اليوم مع "حزب الله" لكن بشكل مغاير تماما.


الجوانب الشخصية قد لا تنفصل عن العوامل السياسية فتكمن حجة باسيل بأن "حزب الله" يراعي بري وفرنجية، ويخوض التيار منفردا معركة مكافحة الفساد، لذلك يتمظهر باسيل بالمعاناة من تركه وحيدا يواجه منظومة فاسدة فيما الدولة باتت مفككة بالكامل، ومصير البلد قبل العهد بات على المحك.


هدف باسيل الجديد جر "حزب الله" نحو النقاش في تحديث تفاهم مار مخايل بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة و التي تفرضها متغيرات كثيرة، هذا الأمر في طبيعة الحال لا يصب بمصلحة "حزب الله" في الوقت الراهن خصوصا مع اقتراب نهاية ولاية عون من ناحية ونظرا إلى حساسية الاتفاق مع باسيل على حساب الحليفين بري وفرنجية من الناحية الأخرى.

وفق مصادر سياسية متابعة، فإن الانقلاب على إتفاق معراب أو فض التسوية مع الحريري ليس بالقدر الأساسي عند "حزب الله" مثل محاولة باسيل تهميش إن لم يكن إلغاء حلفاء للحزب وحصر التفاهم "بين القطبين".

يعتصم "حزب الله" بحبل الصمت بينما تسري أجواء عن انسحابه من الشأن الداخلي وتسليم الملف إلى الرئيس نبيه بري ما يعني خسارة مدوية لباسيل يصعب التكيف معها، لذلك تزداد لهجة باسيل حدة، فضلا عن اخفاقات اصيب بها على الصعيد الشخصي في النفط والكهرباء وصولا إلى انفجار خلافات اهل بيت وتحريض "عديله" شامل روكز على ثورة العنفوان والكرامة.