أخبار عاجلة

دين

الحجاب او الضرب ... الخلفية والعقاب
22-12-2020 | 23:56

امرأة محتشمة بحجاب، بهذا الوصف يريد النظام الإيراني فرض سطوته على النساء في البلاد، حيث وصل الأمر بهم إلى تشريع معاقبة النساء غير المحجبات بالجلد 74 جلدة والسجن لمدة تصل إلى شهرين.


خلال الفترة الماضية، حكمت إيران بالسجن على نساء رفضهن ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، والمتابع لهذه المسألة منذ بداية الثورة الإيرانية في 1979 وحتى الآن، يجد أن طهران تجعل من هذا أمرا محوريا ومركزيا في تعاملها مع النساء.


وتحاول الإيرانيات مقاومة فرض الحجاب بالقوة من خلال وضع غطاء لا يغطي الرأس كاملا، والذي أسمته وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للحكومة باسم "Bad hijab" أو "الحجاب السيء"، فيما تقوم أخريات بتظاهرات مناهضة للحجاب الإجباري تنتهي غالبا باعتقالهن.


آية الله الخميني، كان يعتبر أن النساء اللواتي يضعن مساحيق التجميل، ولا يرتدين الحجاب "يمارسن أمرا فيه ملهاة وإغضاب للناس"، وهو ما قاله صراحة في 1979 خلال لقاء له مع صحفية إيطالية.


وادعى الخميني حينها أن من ساهم في الثورة الإيرانية هن "النساء المحتشمات، أما غير المحتشمات، فلم يقمن بشئ صالح".


وفي تلك الفترة عمد النظام في طهران من تغيير التكييف القانوني بما يتعلق بشؤون الأسرة من المحاكم إلى اختصاص الزعماء الدينيين في البلاد، والتي تدعمها عقوبات أضيفت على القوانين الإيرانية.


وفرض قواعد اللباس على المرأة ترى فيه السلطات في طهران أمرا لا جدال أو نقاش فيه، وأي تراجع في مسألة قواعد اللباس فهي تشبه الانتقاص من حق الثورة.


وكان الخميني يريد منح المرأة الحريات التي يراها مناسبة له، والتي يجب أن تكون على عكس ما تراه المرأة نفسها، حيث اعتبر النظام الإيراني أن فرض الحجاب على النساء بسط لنفوذ السلطة السياسي والاقتصادي في الداخل الإيراني، ويجب أن يمحو أي عادات تم اكتسابها قبل الثورة خاصة تلك التي "تماهي الغرب" وفق وصف قادة النظام.


الباحثة، حميدة صدقي، تقول في تقرير صدر عام 2007 إن الحجاب أصبح سمة للنظام الإيراني، والذي يريد منه محاربة المبادئ الغربية، وأصبحت هذه القضية ذات دلالات قوية لطهران، وهو ما كان واضحا في شعارات انتشرت بنهاية السبعينيات "الموت لكاشفات الرأس" و"ارتدي الحجاب أو سنضربك على رأسك".


في 1983 قرر البرلمان الإيراني، عقوبة الجلد بـ 74 جلدة لمن لا تغطي شعرها في الأماكن العامة، وفي 1995 أضيفت عقوبة السجن لمدة تصل إلى شهرين لغير المحجبات.


في أكتوبر الماضي، أثارت تصريحات لإمامين في إيران مخاوف على سلامة النساء في البلاد، بعد أن حرضا علانية على جعل الفضاء العام غير آمن لمن لا تلتزمن بالحجاب.


ونقل موقع "إيران انترناشيونال" أن تحريض الإمامين على النساء أثار ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي، وذكر الإيرانيين بفترة الإعتداء بمواد حمضية حارقة على النساء في أصفهان، عام 2014.


ودعا الإمام، طباطبائي نجاد، وهو إمام جمعة أصفهان، خلال لقائه بمسؤولين أمنيين إلى جعل الفضاء "غير آمن" بالنسبة لمن "لا تلتزمن بالحجاب الكامل".


وقال تقرير الموقع إن طباطبائي صاحب تاريخ طويل في الدعوة إلى التعامل مع ما يصفه "الحجاب السيء".


وبحسب منظمة العفو الدولية "أمنستي" بموجب قوانين الحجاب الإلزامية النافذة في البلاد، تجبر النساء والفتيات حتى من لم يتجاوزن منهن السابعة بعد على إخفاء شعرهن خلف أغطية الرأس، ومن لا تنصاع لذلك تعتبر مجرمة.


وتراقب شرطة الآداب في إيران جميع نساء البلاد أي ما يقرب من 40 مليون امرأة وفتاة، و"لديهم السلطة لإيقاف النساء وتفحص ملابسهن، وتقييم عدد خصل الشعر الظاهرة للعيان، خصلة خصلة، وطول البنطال الذي ترتديه المرأة ومعطفها، وكمية مساحيق التجميل التي تضعها على وجهها".