أخبار عاجلة

لبنان

لن نسكت".. اعلاميون وصحافيون يرفعون الصوت بوجه "السيّد"
09-01-2021 | 18:00

تهديد، تهويل وتحريض.. مع كل إطلالة لأمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله ترتفع نبرته، إذ في كلمة متلفزة خصّصها للحديث عن الملف اللبناني، وسائل الإعلام المحلية، ادعى أنها "تبث فبركات، وتوجه اتهامات بشعة إلينا هي بمثابة اعتداء على كراماتنا".


عودة لهجة الوعيد والتهديد المبطن يؤكدان حجم المأزق الذي يعيشه وحزبه بسبب تعاظم العقوبات الاميركية عليه وعلى ايران وانعكاسها مباشرة على معيشة وحياة قياديي الحزب وعناصره وعائلاتهم.

 

خطورة هذا الأمر، تطرح تساؤلات عدة: كيف سيكون شكل المرحلة المقبلة؟ وهل كلام نصرالله دليل على عودة مسلسل الاغتيالات؟ 


ردا على كلام أمين عام حزب الله، أكد الصحافي أسعد بشارة أن "وسائل الاعلام في لبنان لم تخترع أو تفبرك أي خبر يتعلق بحزب الله إنما نقلت خبرا بثّته قناة الـ"بي بي سي"، وليس هناك من شك لدى أي كان بان قناة ال بي بي سي هي القناة الاكثر التزاما بمعايير الصحافة والنشر. 

 

وبالتالي ان يُطلق نصرالله هذا التهديد بحق وسائل الاعلام اللبنانية والصحافية فهو أمر يشكل محاولة لقمع الرأي ولإقفال الحياة السياسية والاعلامية في لبنان ولتحديد ما هو مسموح وغير مسموح. وهذا الامر غير مقبول على الاطلاق". 


ويلفت بشارة الى انه "بحسب نصرالله، يعني إما أن يتحرك القضاء ويقمع حرية الرأي وإما أن يوزع هو الى أنصاره، تحت عنوان الاهالي، لكي يعتدوا على وسائل الاعلام وهذا الامر خطير جدا".

 

المطلوب اليوم هو التضامن من كل أركان الجسم الاعلامي، من نقابة صحافة ومحررين، من هيئات المجتمع المدني ومن الجمعيات المعنية بالحريات والحقوق العامة للمواطن، بحسب أسعد بشارة، لأن هذا التهديد يصادر الحق للاعلام واللبنانيين بالتعبير عن رأيهم. 


الصحافي أسعد بشارة، يرى أن "ما جاء في كلام نصرالله هو أمر واضح بترهيب وسائل الاعلام والتهديد بايزائها. 


وهذا الأمر يعيدنا بالذاكرة الى كل المراحل التي شهدت قمعا للحريات العامة والاعلامية ولحرية العمل السياسي لأن وسائل الاعلام تعمل في الشأن العام في نهاية الأمر، وهي مرآة للحياة العامة في لبنان".


 الصحافي اسعد بشارة يختم بالقول:


أن يتم تهديد الوسائل الاعلامية بهذا الشكل فهذا يعني أن هناك نية بالاطباق على ما تبقى من حرية رأي في لبنان وترهيب الصحافيين لكي يصمتوا ولا أعتقد ان أحدا قادرا على اسكات الحريات في لبنان مهما كان حجم التهديد.


وفي الموازاة، صدر عن مبادرة " إعلاميون من أجل الحرية" بيانا، تعليقا على ما أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بحيث أكدت أن وسائل الإعلام في لبنان، لم تخرج في معظم الأحيان عن مناقبيتها وحيويتها وكانت صوتاً دائماً لنقل الوقائع للرأي العام،وإن كان هذا يزعج بعض المعنيين،فإنه في المقابل يشكل جوهر رسالة الإعلام الحر، الذي لا يمكن أن يخضع للتوجيه وإلا أصبح نسخة عن وسائل دعاية نظم الاستبداد".


ورأت أن "خبر اتهام حزب الله بشحنة الكابتاغون في ايطاليا،نقلته وسائل الإعلام اللبنانية عن قناة bbc وليس عن صحيفة إسرائيلية،وهو ما قامت به كل وسائل الإعلام العربية والدولية، وكان الأحرى بالسيد نصرالله أن يقاضي هذه الوسيلة،لا أن يتجاوزها الى تهديد الإعلام اللبناني.


أما عن لغة التهديد بحق الإعلام، فشددت مبادرة "الاعلاميون من أجل الحرية" على انها مرفوضة رفضاً قاطعاً، وهي تهدف الى الترهيب والإسكات، بحيث يتحول لبنان اذا ما نجحت إلى سجن تعتقل فيه حرية الرأي،وهذا عصي على كل من يتجرأ على المس بجوهر وجود لبنان.


وأدانت "أسلوب الترهيب، ونحمل الدولة اللبنانية المسؤولية،في حال تم الاعتداء على أي إعلامي او مؤسسة إعلامية، مهما كان نوع هذا الاعتداء، وأياً كان المنفذ أو المنفذين، كما نحث النقابات المعنية على التحرك وتجاوز سياسة الصمت، لأن كل الجسم الإعلامي معني بمواجهة هذا التهديد."


مبادرة "اعلاميون من أجل الحرية" ختمت بالقول: "إن علة وجود لبنان هي الحرية، وهي أقوى، مهما توهم البعض إمكانية استفرادها.



سامنتا جون مرتين - السياسة