أخبار عاجلة

خاص

ما هي ابعاد زيارات الحريري الخارجية ؟
06-02-2021 | 10:09



لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري يقوم بزيارات للخارج في هذا الوقت الضائع على امل ان تنجح الوساطات الخارجية في تقريب وجهات النظر والتوصل الى ولادة الحكومة قريبا. وتعقيبا على ذلك، اعتبرت اوساط سياسية للديار ان زيارة الحريري لدول عربية لها عدة اوجه. اولا من خلال زياراته الخارجية، يوجه الرئيس المكلف رسائل لرئيس الجمهورية ولرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مفادها ان ما استطيع ان اقوم به على المستوى الدولي والعربي من شبكة علاقات على غرار لقائه مع الرئيس التركي والمصري والفرنسي وغيرهم في حين ان لا يمكن للرئيس عون وباسيل القيام بهذه الزيارات. وبمعنى اخر، يريد الحريري القول للرئيس عون وجبران باسيل انكم "تتكبرون" في وقت الرئيس حسان دياب الذي اختاره عون لم يستطع القيام باي زيارة خارجية بل كانت حدوده السراي.


وبالتالي قام الحريري بعرض عضلات في مواجهة عون وباسيل قائلا لهم بطريقة غير مباشرة عبر هذه الزيارات ان حدودهم بعبدا وميرنا الشالوحي في حين ان حدودي العالم العربي والمجتمع الدولي. وفي الوقت ذاته، هي رسالة ايضا لحزب الله حيث يريد الحريري ان يظهر للمقاومة كم انه يشكل حاجة لها عربيا ودوليا نظرا للموقع الذي يشكله سعد الحريري لان لا رئيس حكومة الا هو قادر على توظيف هذه العلاقات من اجل تحسين الوضع السياسي. وبالتالي يحث الحريري حزب الله على الضغط على الرئيس عون من اجل ان يتراجع ويقدم التنازلات لتشكيل حكومة باسرع وقـــت لان موقف عون يضر بحزب الله بالنسبة للحريري.


والوجه الثاني موجه الى اللبنانيين وتحديدا للشارع السني حيث يريد تبيان نفوذه وقدرته عبر علاقاته العربية والدولية وعليه مسألة تأليف الحكومة لا يجب ان تشكل عامل ضد سعد الحريري بل عامل ايجابي له كما ان الطائفة السنية عليها ان تعطيه الثقة انطلاقا من الوضعية المميزة التي يتمتع بها.


والوجه الثالث للزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس المكلف الدخول الى التأليف من موقع قوة لان العقبات والتعثر في التشكيل نتيجة الخلافات على بعض الحقائب يضعف من موقعه.


اما الوجه الرابع وهو الاهم بالنسبة للحريري هو انه يسعى لجس النبض لحشد اوسع دعم له وللحكومة التي سيترأسها كي يتمكن من معالجة الوضع الاقتصادي والمالي. ذلك ان الحريري لا يريد ان يكرر تجربة حكومة دياب التي منيت بالفشل وعليه يحاول الحوار مع الامارات ومصر وفرنسا نظرا لعلاقتهم الودية مع السعودية لمساعدته على اعادة بناء علاقة وطيدة مع المملكة مجددا؟


وفي هذا المسار، يبقى السؤال الاساسي : الى اي مدى سيذهب الموقف الاميركي والسعودي باتجاه فك الحصار عن لبنان ووقف العقوبات وافساح المجال امام باريس لتنفذ مباردتها؟ وفي حال افسحت واشنطن والرياض المجال لباريس لادارة الملف اللبناني، هل ستكونان في موقع الداعم؟ واذا ابقت المملكة العربية السعودية بابها مغلقاً امام سعد الحريري، هل سيتمكن الاخير من النـجاح في مهــمته؟


لا يبدو حتى هذه اللحظة ان الولايات المتحدة ستكون داعمة لفرنسا في لبنان في حــين انه ليــس في الوارد ان تغير السعودية سياستها تجاه الدولة اللبنانية بل على الارجح ستسمح واشنطن فقط على اعطاء باريس مجالاً للعب دور على الساحة اللبنانية ولكن دون مساعدتها او دعمها.