أخبار عاجلة

مقالة

روسيا لحزب الله: نريدكم ان تبقوا في سوريا
06-04-2021 | 07:41

الزيارة التي قام بها وفد من حزب الله، برئاسة النائب محمد رعد (عضو شورى القرار في الحزب ورئيس كتلته ‏النيابية)، إلى موسكو، منتصف الشهر الماضي، كانت مناسبة أوضحت فيها القيادة الروسية موقفها من وجود ‏الحزب في سوريا.


في موسكو، تقدير عالٍ لأداء حزب الله العسكري: حرفية مقاتليه، وانضباطهم، وقدرتهم الفائقة ‏على تحقيق أهدافهم في المعارك. وفي الوقت عينه، تبدي موسكو إعجابها بـ"براغماتية" حزب الله.


في الشأن ‏الأخير، تبدو معنية بكل ما يسهم في حماية الدولة السورية: التسويات الداخلية مع مجموعات مسلحة في كثير من ‏المناطق، خصوصاً في الجنوب، والتفاهمات الكبرى مع تركيا. وفي الحالتين، كان الحزب ملتزماً بكل ما يمكن ‏القيام به لإنجاح هذه التسويات والتفاهمات‎. 


لا ينظر الروس إلى حزب الله بصفته تنظيماً لبنانياً، بل هو جهة لها حضورها في كثير من دول الإقليم. في ‏اللقاءات مع المسؤولين الروس، وتحديداً وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين ‏في مجلس النواب، جرى التطرق إلى الأوضاع في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها.


وشدّد الطرفان على ‏ضرورة تعزيز سبل التواصل بينهما، واعتماد قنوات اتصال مباشرة بين الحزب وموسكو، مع درس احتمال ‏إقامة مكتب تمثيل للحزب في العاصمة الروسية‎.‎

‎ 

الزيارة التي تمّت بناءً على دعوة روسية، بدت في جانب منها رسالة من موسكو إلى واشنطن مفادها أن ‏‏"المحاولات القائمة للإيقاع بيننا وبين إيران أو حزب الله لن تنفع. ونحن لن نكتفي بالتنسيق مع إيران، بل نريد أن ‏ننسّق مباشرة مع حزب الله".


وسبق للروس أن أبلغوا جميع الدول الغربية والعربية والإقليمية والقوى التي ‏يتواصلون معها بشأن لبنان، أن "حزب الله قوة رئيسية، ويمثل حالة حقيقية وكبيرة، وينبغي التعامل معه على هذا ‏الأساس، ولا يمكن إنجاز أي تسوية من دون التشاور معه والاتفاق معه‎". 


رسالة أخرى أرادت موسكو إيصالها إلى تل أبيب. صحيح أن روسيا تسعى إلى "التفاهم مع الجميع" بشأن ‏سوريا، وثمة تفاهم بينها وبين "إسرائيل"، لكن هذا التفاهم لا يعني "أننا نساعد إسرائيل في ضرباتها. على ‏العكس من ذلك، نحن ندين هذه الضربات، خصوصاً تلك التي تأتي من الأجواء اللبنانية.


وما زلنا ملتزمين بمنع ‏الطائرات الإسرائيلية من اختراق الأجواء السورية". من جهة، تؤكد موسكو، بناءً على معلوماتها الاستخبارية، ‏أن الضربات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة التي تُنقل إلى لبنان لم تحقق أهدافها، ولم تمنع حزب الله من إنجاز ما ‏يريد إنجازه.


ومن جهة أخرى، لا تمانع قيام معادلة ردع تؤدي إلى منع "إسرائيل" من الاعتداء على الأراضي ‏السورية. وفي الأشهر المقبلة، ثمة ثلاثية تسعى موسكو إلى تأمين عوامل نجاحها في دمشق: العملية السياسية ‏ربطاً بمحطة الانتخابات الرئاسية، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين‎. 


في لبنان، يُصرّ الروس على عدم التدخّل بالصورة التي تقوم بها دول أخرى. لا يتدخلون في تأليف الحكومة، ولا ‏يشاركون في عملية التأليف، ولا يطالبون بحصص. صحيح أنهم مهتمون بإعادة إعمار المرفأ، على سبيل المثال، ‏تماماً كاهتمامهم بمشاريع الطاقة، سواء تلك التي يشاركون فيها (التنقيب عن النفط والغاز في البحر، وخزانات ‏الوقود في البداوي)، أو تلك التي يطمحون إلى المشاركة فيها مستقبلاً، كإعادة بناء مصفاة التكرير في طرابلس ‏وتشغيلها.


وهنا، يبدو لافتاً الاهتمام الروسي بالغاز في البحر، إذ إن التقديرات في بعض الأوساط المختصة في ‏موسكو تتحدّث عن كميات هائلة من الغاز في البحرين السوري واللبناني. وفي حال صحّت تلك التقديرات، فمن ‏غير المستبعد أن تنفّذ روسيا مشروعاً لإقامة أنابيب للغاز في شرق المتوسط، ينافس مشروع "منتدى غاز شرق ‏المتوسط" (تشارك فيه مصر و"إسرائيل" وقبرص واليونان والأردن وفرنسا وإيطاليا)، لنقل الغاز إلى أوروبا ‏عبر تركيا‎. 


يمنياً، تبدو موسكو مهتمة بإيجاد تسوية تحفظ ماء وجه السعودية. في نظر حزب الله، مفتاح الحل هو وقف ‏العدوان ورفع الحصار في آن واحد، و"أنصار الله" حريصون على عدم معاداة أحد، إلا متى بادر إلى قتالهم‎.‎ 


الاخبار