أخبار عاجلة

حوادث

القصة الكاملة لاختطاف قاصرة على يد صاحب صالون في برمانا
18-04-2021 | 07:20

خرجت الصبيّة نادين الحاج و... عادت. ولكن، لماذا خرجت وكيف عادت؟ هي اختفت ثلاثة أيام وعادت في اليوم الرابع. لكن، ماذا عن الفتيات اللواتي خرجنَ ولم يرجعنَ؟ وماذا عن "الخطف المتسلسل" (serial kidnapper) الذي بدأنا نسمع عنه في لبنان؟ وماذا عن العنف النفسي (mental abuse) الذي تتعرض له الفتيات القاصرات في 2021؟


كثيراً ما نمرّ على أخبارٍ من هذا النوع "مرور الكرام": فرح خرجت من منزلها في المنية ولم تعد. دلال خرجت من منزلها في محلة الأوزاعي ولم تعد. ريتا خرجت من منزلها في مستيتا ولم تعد. فاطمة غادرت منزل شقيقها في حيّ السلم ولم تعد. مريم خرجت من منزل جدها في محلة عاليه ولم تعد. جاكلين خرجت من منزل ذويها ولم تعد... من كل الطوائف هنّ، 6 و6 مكرر، ومن كل المناطق. فتيات كثيرات خرجنَ في الشهرين الماضيين ولم يرجعنَ. وأخبارهنّ أُتبعت بسؤال: هل من يعرف عنهنّ شيئاً؟


نقلب صفحاتهنّ وكأننا لم نسمع شيئاً ولا نعود نسأل عن أحوالهنّ: هل عدنَ أم أصبحنَ في ذمة ملف المفقودين في لبنان؟ لكن، ها هي نادين الحاج قد عادت. نحمد الله على ذلك. لكن، أين كانت؟


والدة نادين (الزميلة ريتا واكيم الحاج) كتبت: "الله حماها ممن حاولوا استغلال براءتها وقلة خبرتها في الحياة ليبتزوا أهلها مادياً. الحمد لله عادت نادين سالمة سليمة و"Intacte" (لم يلمسها أحد) من براثن مجرمي الخطف المتسلسل الذين استدرجوها مستخدمين العنف النفسي". الحمدلله على عودة نادين سالمة معافاة. لكن ماذا حصل بالتفصيل؟


مريض نفسي ومحترف


وكيل العائلة المحامي أشرف الموسوي تابع هذه القضية فماذا لديه من تفاصيل؟ يقول "هناك اضطرابات ذكورية كثيرة تتجلى بهذه الواقعة، التي يتلطى وراءها شباب يسعون الى استغلال القاصرات وابتزازهن". فماذا يقصد بما قال؟ يجيب "هناك معلومات كثيرة حصلت عليها شعبة المعلومات ويتم التدقيق فيها. لكن الغريب ان من استدرج نادين بينه وبينها فارق عمر كبير، يزيد عن 25 عاما، فهي بعمر 17 وهو بعمر 42 عاما. واسمه أ. مارديني يملك صالوناً نسائياً في منطقة برمانا وهي من سكان المنصورية. هو استدرجها بطريقة إحترافية. والتقط صوراً معها وضع إحداها على صفحته على إنستغرام.


هي صورة "حضارية" (لا إباحية فيها) لكنه تقصّد تصويرها. واعتمد مناورات إحترافية معها ومع سواها لابتزاز القاصرات. وتقول المعلومات الأولية "أن الفتاة وقعت في فخ هذا الرجل الذي استخدم مناورات إحتيالية لابتزازها".


تقدم المحامي أشرف الموسوي فور إختفاء الفتاة بدعوى حسب الأصول أمام النيابة والقاضية نازك الخطيب (المحامي العام الإستئنافي في جبل لبنان) وتمكن من معرفة هوية الخاطف الذي استدرج الفتاة وابتزها ويقول "أحيلت القضية الى مفرزة الجديدة القضائية حيث أجري بلاغ بحث وتحرٍّ ومنع سفر ومذكرة إحضار في حقه. وبنتيجة الضغوطات وتعميم صورها خاف وأطلق سراحها" يضيف "هو أخذ مالاً منها ومصاغاً بطريقة إحترافية ورهن المجوهرات في إحدى المؤسسات الغذائية الكبرى في منطقة المنصورية.


وتأكدنا من كونه يعاني اضطرابات نفسية كبيرة. هو ليس موزوناً أبداً لكن، كما قلت، نتيجة الضغوطات الكثيرة خاف وأطلق سراحها وهي الآن في منزلها في حالة نفسية جيدة جداً. ولم يحصل أي تعدّ جسدي عليها وهدفه كان ابتزازها. وهو ما زال (حتى مساء البارحة) فاراً من وجه العدالة".


الخاطف المبتزّ ليس متزوجاً. ومن أصحاب السوابق، يمارس ألاعيبه على الفتيات ويتباهى ببطولاته الوهمية مع القاصرات. والمؤسف أنه قام بإنزال صور له على أحد البلاجات، "يعمل برونزاج" على صفحته على إنستغرام بعد كل ما جرى!".


عادت الفتاة القاصرة الى منزل أهلها وهذا الموضوع يتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة خصوصا في ظلّ الوضع الإقتصادي السيئ والأمني المتفلّت.


ما رأي قوى الأمن الداخلي بما حصل؟ هل نحن أمام ظاهرة خطف للقاصرات جديدة؟ مصدر أمني يجيب "تندرج هذه الحادثة في إطار حوادث عدة تحصل بإرادة الفتيات اللواتي يخضعن غالبا للإبتزاز، ويهربنَ بقصد الزواج "خطيفة".


وكل اللواتي غادرن بذات الطريقة في العامين 2019-2020 عدنَ بنسبة 100 في المئة. ففي العام 2020 سُجّل اختفاء 25 قاصرة عدنَ جميعهنّ".


هل هذا الأمر يندرج ضمن خانة الإبتزاز الجنسي؟ يجيب المصدر "قد يكون هذا هو السبب. فهناك فتيات كثيرات يخفنَ من رد فعل الأهالي جراء صور وتصرفات قمن بها وبعضهن هربنَ بسبب ضغوطات يتعرضنَ لها في منازلهنّ أو بقصد الزواج. والأمر ليس ظاهرة جديدة.


ولا يدخل ضمن "فبركات" البعض بأنه يندرج ضمن خلايا منظمة القصد منها "بيع الأعضاء". هذه مجرد خيالات من البعض. والدليل أنه على عكس كل الشائعات التي رُوّجت في العامين الماضيين لم نشهد خطف أطفال لهذه الغاية".


فليطمئن الأهالي إذا. لا شبكات تتاجر ببيع الأعضاء وما شابه. بل شباب يضحكون على الفتيات ثم يقومون بابتزازهنّ.