أخبار عاجلة

مقالة

باسيل "يتمرجل" على الناس... وعون "لا يترجّل كي لا يتبهدل‎"
14-06-2021 | 07:30

"‎هناك من يمنع تشكيل الحكومة ويريد أن يقفل البلد ويتسلّم مفاتيحه"... رسالة واضحة من ‏البطريرك الماروني بشارة الراعي كادت أن تسمي الأشياء بأسمائها لجهة اتهام الشريحة ‏الأكبر من اللبنانيين "حزب الله" بأنه "المايسترو" الأساس لعرقلة التأليف من خلف "بارافان" ‏العهد العوني وتياره. وبهذا المعنى جاء تصويب الراعي أمس على "سياسة الشعب المحروق" ‏التي ينتهجها أهل الحكم "الغارقون في لعبة جهنمية"، وربطه المباشر بين "قهر وإذلال" ‏اللبنانيين وبين "لعبة المحاور الإقليمية التي قضت على علاقات لبنان العربية والدولية ‏وضربت سمعته"، ليضع بذلك الإصبع على مكمن الاستنزاف الحقيقي للدولة ومقدراتها، بعد ‏اتساع رقعة القناعة الوطنية بكون "حزب الله" هو من يقف خلف إجهاض الحلول وترسيخ ‏الانهيار الشامل على أرضية الجمهورية الثانية، توصلاً إلى غرس "اللبنة الأولى" على ‏أنقاضها لمشروع "المؤتمر التأسيسي" الرامي إلى إقامة جمهورية ثالثة تتسلم فيها الدويلة ‏القائمة مقاليد الدولة القادمة‎. 

‎ 

وليس بعيداً عن هذه القناعة، تُدرج أوساط مواكبة للملف الحكومي رفض الأمين العام لـ"حزب ‏الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة تقييد عملية تأليف الحكومة بسقف زمني محدد ‏وتشديده على وجوب ابقاء المهلة "مفتوحة" أمام محاولة إنجاح مبادرة رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري، في خانة السعي إلى "إتاحة أوسع مجال ممكن أمام رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران باسيل للاستمرار في سياسة التصدي لمحاولات التأليف". غير أنّ كلام نصرالله هذا، ‏بحسب الأوساط نفسها، أدى إلى "رد فعل عكسي" لدى كل من عين التينة وبيت الوسط، ‏سرعان ما أسفر عن إسقاط مناورة "المهل المفتوحة"، تحت وطأة مسارعة بري إلى شنّ ‏هجمة سياسية وإعلامية مرتدّة ضد العهد وتياره، وإدارة الرئيس المكلف سعد الحريري ‏محركات "الاعتذار" فارضاً بذلك مهلة زمنية محددة لا تتجاوز أيام هذا الأسبوع ليحسم "حزب ‏الله" خياره "يا أسود يا أبيض" من عملية التأليف‎. 

‎ 

وعلى هذا الأساس، رأت المصادر أنّ الأسبوع الجاري سيكون بمثابة "المحطة المفصلية" ‏لمبادرة بري ولتكليف الحريري على حدّ سواء، لا سيما وأنّ "خيط الاعتذار بات مرتبطاً ‏عضوياً بانتهاء هذه المبادرة وإعلان فشلها"، موضحةً أنّ "الرئيس المكلف يبدو في مجالسه ‏مقتنعاً بعدم جدوى الرهان على إحداث أي تغيير في ذهنية التعطيل المستحكمة بأداء عون ‏وباسيل"، ومن هذا المنطلق كثف مشاوراته مع المجلس الشرعي الأعلى ورؤساء الحكومات ‏السابقين لوضعهم في أجواء خياراته ورسم معالم خطواته اللاحقة‎. 

‎ 

وفي الغضون، استرعى الانتباه أمس توجّه المطران الياس عودة بالمباشر إلى رئيس ‏الجمهورية فاستحلفه "بأحفاده" أن ينزل إلى الشارع ومعاينة "الذل الذي يعيشه الشعب"، سائلاً ‏إياه: "هل تقبل أن يموت إنسان جوعاً أو مرضاً في عهدك؟ هل تقبل أن يعاني طفل في ‏عهدك؟ هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟"... غير ‏أنّ أوساطاً نيابية معارضة أسفت لكون دعوة عودة على أهميتها لن تلقى آذاناً رئاسية صاغية، ‏وسألت: "من لم يدفعه انفجار كيماوي هدّم بيوتاً فوق رؤوس قاطنيها في 4 آب على النزول ‏إلى الشارع وتفقّد شعبه هل سيدفعه أي شيء آخر للإقدام على هكذا خطوة"، مضيفةً: "على ‏الأرجح سيبقى الرئيس ميشال عون متحصناً خلف أسوار قصر بعبدا حتى نهاية عهده، ولن ‏يترجّل لمواجهة الناس في الشارع كي لا يتبهدل كما حصل مع باسيل في عقر داره" أمس‎. 

‎ 

وكان باسيل قد عاين غضب الناس ميدانياً، حين اصطدم لدى تناوله الغداء في أحد المطاعم ‏على شاطئ البترون بالشابة ياسمين المصري التي فجّرت غضبها في وجهه، فما كان من ‏حرّاسه إلا أن اعتدوا عليها بالضرب وعمدوا إلى تحطيم هاتفها الخلوي منعاً لتصوير الحادثة ‏وتوثيق اللحظة أثناء مسارعة باسيل إلى مغادرة المكان، كما نقل شهود عيان على الإشكال‎. 

‎ 

ولاحقاً، أصدر رئيس "التيار الوطني الحر" بياناً بدا فيه كمن "يتمرجل" على الناس ويتوعدهم ‏بالمزيد من المواجهات في الشارع، ليس فقط من خلال تفاخره بما قام به مرافقوه في مواجهة ‏المواطنة الشجاعة وإقدامهم على "إسكاتها"، بل كذلك في تحريضه الصريح لمناصريه وكل ‏المسؤولين والمنتسبين إلى "التيار" على مواجهة أي مواطن معترض و"عدم السكوت إطلاقاً ‏والرد بما يناسب على أي اعتداء كلامي أو معنوي أو جسدي يتعرض له أي شخص ‏منهم‎".‎


نداء الوطن