أخبار عاجلة

لبنان

فتنة تستيقظ عشية الرابع من آب
02-08-2021 | 07:05

 ‎لعل أسوأ أقدار اللبنانيين تتجسد امامهم حين تغدو شائعات السؤ حقيقة كأن هناك من يهئ ‏النفوس لساعة الشر .


هذا ما ينطبق تماما على الاستفاقة المشبوهة ، بل الإيقاظ المشبوه ‏، لفتنة اطلت برأسها في خلدة في الثماني والأربعين ساعة الماضية بداية مع جريمة ثأرية ‏ومن ثم في موكب تشييع الضحية لتتحول منطقة خلدة الاوزاعي الى مشروع جبهة قتالية ‏حربية في غضون ساعات . ما بين #العشائر العربية في خلدة وانصار "#حزب الله" ‏وعناصره في الاوزاعي وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى في الكمين والاشتباكات ، فجأة ‏اهتز لبنان بأسره مخافة ان تكون البلاد التي دمر أجزاء واسعة من عاصمتها عصف انفجار ‏مرعب مزلزل قبل سنة تماما امام فتنة مشبوهة عشية احياء الذكرى الأولى لانفجار 4 آب ‏الذي سبقته منذ أسابيع موجة شائعات مدروسة او منظمة راحت تتخوف من احداث امنية ‏في هذه الذكرى . اذ ان الكثير من مجريات الاشتباكات التي اندلعت بين موكب تشييع علي ‏شبلي ومسلحين في خلدة والانتشار المسلح الواسع الذي ترامت مظاهره على امتداد خلدة ‏والاوزاعي أوحت بخطورة عالية للغاية لما يمكن ان يؤدي اليه هذا الاهتزاز الأمني البالغ ‏الخطورة عشية الرابع من آب .


حتى ان الشبهات تجاوزت التركيز على تزامن مشروع الفتنة ‏المشبوهة هذا مع ذكرى 4 آب ليثير كما كبيرا من الشكوك والتساؤلات المريبة عما اذا كان ‏ثمة ما يخطط لإطاحة الاستقرار الأمني برمته . ولكن من باب التدقيق في تفاصيل ما فتح ‏الطريق للمتربصين بأمن البلاد طرحت تساؤلات وملاحظات على جانب من الأهمية ‏والخطورة ومنها لماذا لم يستبق موكب التشييع باجراءات امنية صارمة استباقية ما دامت ‏أجواء التوتر الشديد سادت منذ حادث قتل شبلي ليل السبت ؟ ثم الأخطر هل يراد من بث ‏أجواء الاستنفارات الأمنية والمذهبية والمسلحة ان يطاح بالمناخات السياسية ولا سيما منها ‏المحاولة الجارية لتشكيل الحكومة ، وتاليا هل يرد على هذا الاستهداف المشبوه ‏باستعجال تجاوز مطبات التاليف ام الاستسلام للاستهداف ؟

‎ ‎

وقد تسارعت الاتصالات السياسية والأمنية من أجل تطويق ذيول حوادث خلدة، ووضع حد ‏للإشتباكات التي شهدتها المنطقة، في أعقاب مقتل أحد المناصرين المعروفين لـ"حزب ‏الله" علي شبلي برصاص شقيق الفتى حسن غصن الذي قتل في إطلاق نار في المنطقة ‏نفسها قبل حوالى سنة، وهو من العشائر العربية‎.‎


وفي تطور لافت غداة الحادث ، تعرض موكب تشييع علي شبلي بينما كان متوجهاً الى ‏منزله في خلدة، لإطلاق نار أعقبه اشتباك استخدمت فيه أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، ‏مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى، وأثار حالة توتر وهلع بين السكان وجعل المرور على ‏الأوتوستراد بالغ الحذر‎.‎

‎ ‎

وعلى الأثر استقدم الجيش تعزيزات كثيفة إضافية وخصوصا الى محيط "سنتر شبلي"، ‏كذلك انتشرت قوة من المغاوير وعددا كبيرا من الملالات والدبابات في أنحاء خلدة، ‏وأقامت حواجز سيارة‎.‎

‎ ‎

وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً حذرت فيه من أنها سوف تعمد إلى إطلاق ‏النار في اتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق ‏النار من أي مكان آخر‎ .‎

‎ ‎

وأصدر "حزب الله" بياناً أهاب فيه بالأجهزة الأمنية والقضائية "التصدي الحازم لمحاسبة ‏الجناة والمشاركين معهم، اضافة الى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق ‏الفتنة واشتهروا بقطع الطرق وإهانة المواطنين‎".‎

‎ ‎

كذلك أصدر "اتحاد أبناء العشائر العربية" في لبنان توجه فيه الى قيادة "حزب الله" مؤكدا ‏بأنه "لا يزال لدينا الوقت لتفويت الفرصة ووأد الفتنة والاحتكام الى لغة العقل والقانون"، ‏مشدداً على "التحلي بالصبر وايقاف الفتنة في ظل الظروف الراهنة‎".‎