أخبار عاجلة

لبنان

نقاشٌ "ساخن" حول المداورة وميقاتي يشكو عون للفرنسيين
03-08-2021 | 07:18

تبين في الجلسة الرابعة ان الرئيس المكلف يحمل في "جيبه" خطوطا حمراء ينسبها الى سلفه ‏‏"المعتذر" سعد الحريري، ويدعي انه غير قادر على التنازل عنها.


ولهذا يمكن الحديث عن "حائط ‏مسدود" على صعيد التشكيلة الحكومية، وفي تعبير عن تراجع فرص التأليف كان لافتاً توجيه ميقاتي ‏انتقاد علني واضح لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي من قصر بعبدا بالقول"ان مهلة التأليف غير ‏مفتوحة ويفهم يللي بدو يفهم"وقد عممت مصادره معلومات تفيد أن هذه المهلة هي بحدود 10 أيام لا ‏اكثر. 

وفي هذا السياق، عُلم ان ميقاتي تواصل مع باريس بعد لقاء بعبدا، وابلغ المسؤولين الفرنسيين ان الامور ‏‏"مش ماشية" لانه سمع كلاما "غير مقبول" من قبل رئيس الجمهورية الذي ما يزال يبحث عن "ثلث ‏معطل" مقنع في الحكومة، ولا يبالي بكل "التطمينات" الشخصية المقدمة منه بالنسبة الى مهمة الحكومة ‏وطبيعة عملها الانقاذي في المهلة الضيقة المتاحة. ‏ 


ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، يشكو ميقاتي من غياب ضغط فرنسي جدي، كان قد وعد به قبل قبوله ‏التكليف، وقد سمع بالامس وعودا بالتحرك على خط بعبدا للضغط باتجاه عدم اجهاض الفرصة الانقاذية ‏المتاحة، وقد سمع ميقاتي كلاما واضحا حول ضرورة التريث قبل اتخاذ قرار بالاعتذار، لكنه كان واضحا ‏انه لا يرغب "بحرق اصابعه" بطبخة "بحص"، ملمحا انه يعطي الاتصالات هامشا لا يتعدى العشرة ايام ‏او اسبوعين للتأليف، وبعدها سيكون مضطرا لمصارحة اللبنانيين بتجربته "المريرة" ويعلن اعتذاره. ‏ 


وفي هذا السياق، دعت مصادر سياسية بارزة الى عدم الاتكال على الضغوط الفرنسية، فالعقوبات التي ‏تلوّح بها فرنسا والاتحاد الأوروبي غير فاعلة، فهما يلوحان بعصا العقوبات ولا يضربان بها، ‏وبات"التلويح" بها مجرد دعم لمجموعات منظمات المجتمع المدني اضافة الى توفير الدعم المالي لها ‏لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، وهي لم تعد مهتمة بالضغط لتشكيل الحكومة. فهناك من يوهم الغرب ‏ان تلك المجموعات قادرة على إعادة تكوين السلطة في لبنان، والدليل على ذلك ان تنظيم المؤتمر الدولي ‏لدعم لبنان يمهد لتوفير رزمة من المساعدات للمؤسسات والهيئات المنضوية في المجتمع المدني.! ‏ 

 ‏

ووصفت مصادر مقربة من بعبدا ما يحصل على الصعيد الحكومي بانه رفع لسقف الضغوط من قبل ‏ميقاتي على رئيس الجمهورية،علّها تفيد في تحصيل المكاسب، واستدراج ضغوط خارجية، وذلك عبر ‏الايحاء بأن التأخير سببه مطالب الرئاسة الاولى، وبان عون يحاول تمييع الوقت بينما هو يريد الاسراع في ‏تشكيل الحكومة، بينما الامور هي عكس ذلك، فالرئاسة الاولى لا تزال، كانت حتى يوم امس تتعامل بحسن ‏نيّة مع تصدي ميقاتي لمسؤولية تشكيل الحكومة، وباتت لديها "هواجس" الان، فهو كان جزءا من عملية ‏التفاوض ابان تكليف الحريري، بصفته احد اعضاء نادي رؤساء الحكومة السابقين، وكان يفترض ان ‏يعرف ما هو مقبول وغير مقبول في بعبدا، لكن المفاجىء انه عاد الى طرح الافكار المرفوضة سابقا مع ‏تغيير في الاسلوب، رغم ادراكه ان لا شيء تغير لدى رئيس الجمهورية الذي كان يتعامل مع الحريري ‏انطلاقا من مبادىء عامة عنوانها وحدة المعايير، واحترام الشراكة، ولم يكن الامر شخصيا، ولهذا فان ‏الاصرار على خوض غمار النقاش نفسه هو المماطلة والتمييع وليس اي شيء آخر. ‏ 


في المقابل، تشير مصادر متابعة لعملية التاليف، بان تمسك بعض الاطراف بحقائب وزارية محددة دون ‏اخرى يتناقض مع المبادرة الفرنسية التي اتفق عليها جميع الاطراف بعدما طرحها الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون والتي تدعو في احد ابرز نقاطها الى اعتماد المداورة الشاملة في توزيع الحقائب ‏الوزارية، وهذا التجاهل خلق اشكاليات في مسار تشكيل الحكومة ويسبب في تاخير ولادتها. وذكرت ‏المصادر ان الصيغة للتشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري اعتمدت مبدأ المداورة في الحقائب ما عدا ‏حقيبة المال، فاعطى وزارة الخارجية لدرزي، والداخلية للروم الارثوذكس، واقترح وزيرا ارمنيا للدفاع. ‏


الا ان الامر تغير في الصيغة الثانية للحكومة التي قدمها قبل ان يعتذر. واعتبرت المصادر نفسها ان ‏التزام المبادرة الفرنسية من قبل الاطراف السياسيين بدءا من احترام المداورة في توزيع الحقائب يشكل ‏الحل الطبيعي للعقد القائمة التي تؤخر ولادة الحكومة، والمطلوب اعتماد المداورة، وعدم التمسك بحقائب ‏معينة. ‏ 


نقاش "ساخن" بين عون وميقاتي! ‏

في هذا الوقت، واضافة الى كل ما تقدم من خلافات، تشير معلومات "التيار" الى ان حقيبة الداخلية لا ‏تزال العقدة الرئيسية، وقد دار نقاش "ساخن" بين رئيس الجمهورية وميقاتي حول المداورة، وابلغه انه لن ‏يتخلى عن مطلبه بالحصول على هذه الوزارة، ورفض ان يسمي احد غيره الوزير المسيحي الذي ‏سيتولاها، في المقابل ابلغه ميقاتي ان ثمة قرار اتخذ بالاجماع من قبل رؤساء الحكومات السابقين بعدم ‏التخلي عن هذه الحقيبة وهو غير قادر عن "قناعة" بان يتنازل عن هذا السقف، واقترح عدم المداورة في ‏هذه الحكومة وفي الحقائب السيادية لتقليل حجم الخلافات، لكن الرئيس عون كان حاسما لجهة عدم ‏موافقته على هذا المبدأ "غير المفهوم" لجهة تكريس اعراف غير دستورية، وقال له صراحة اريد جوابا ‏واضحا عن سبب استجابتك لتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بوزارة المال، وطلب رؤساء الحكومة ‏السابقين بوزارة الداخلية، فيما انا من املك حق الشراكة معك بالتاليف وبيدي التوقيع على مراسيم ‏الحكومة، الا يحق لي المطالبة بحقيبة وزارية سيادية تكسرعرفا وتعيد احياء المداورة في الحقائب؟


فكان ‏جواب ميقاتي بان طرح الامور من هذه الزاوية يعقد الامور ويعيدها الى "نقطة الصفر"، مشددا على انه ‏لا يملك بين يديه اي مخرج تسوية حيال هذا الملف، طالبا المزيد من الوقت "للتشاور"، وهكذا انتهى ‏اللقاء بـ 25 دقيقة "غير منتجة". ‏ 


وكان الرئيس المكلّف من اللقاء مشيعاً أجواء غير مشجعة هي اقرب الى "القتامة"، شاكيا البطء في سير ‏عملية التأليف، وقال" كنت أتمنى أن تكون الوتيرة أسرع في تشكيل الحكومة، وكنت أتمنى أن تُشكّل هدية ‏للبنانيين قبل 4 آب الذي هو نكبة كبيرة للبنان، لكن الرئيس عون لديه ارتباطات الثلثاء ولهذا السبب ‏سنجتمع يوم الخميس المقبل. ‏