أخبار عاجلة

إقليمي ودولي

بون وإيمييه يحوّلان العلاقات الفرنسية-اللبنانية إلى "سمسرة أصدقاء"
17-01-2023 | 07:07

بين مشهدين قضائيين متوازيين لا يلتقيان تحت قوس العدالة، عكست صورة "التحقيق البوليسي" مع أهالي ضحايا انفجار المرفأ مقابل صورة التحقيق الأوروبي في الشبهات المالية التي تحوم حول حاكم مصرف لبنان وأعوانه من الأقارب والمقرّبين والمصرفيين، الواقع اللبناني المرير تحت سطوة منظومة فاسدة دجّنت القضاء المحلّي وسخّرته لترسيخ سطوتها على مؤسسات الدولة وترهيب الناس وطمس الحقائق وتكريس مبدأ الإفلات من العقاب، حتى إذا لاحت بارقة عدالة دولية أمام أعين اللبنانيين المكلومين سارع "أشاوسة" السلطة إلى شيطنتها وعرقلتها خشية افتضاح المستور في أقبية الفساد والجرائم المالية وغير المالية المرتكبة بحق البلد وأبنائه، كما هو حاصل اليوم مع التحقيق الأوروبي في شبهات تبييض الأموال واختلاس المال العام.


وأمس شهد قصر العدل جلسات استماع ماراتونية استمرت حتى المساء عقدها محققون من ألمانيا وفرنسا ولوكسبمورغ مع عدد من الشهود من بينهم أحد النواب السابقين لحاكم مصرف لبنان سعد العنداري بحضور القاضيين عماد قبلان وميرنا كلاس التي تولت طرح الأسئلة نيابةً عن الوفد الأوروبي بمشاركة مترجمين يتولون مهمة الترجمة الفورية لأجوبة الشهود، بينما تغيّب العضو السابق للجنة الرقابة على المصارف خليل آصاف عن الحضور "بمعذرة طبية"، على أن يستأنف الوفد جلساته اليوم بالاستماع إلى إفادة كل من أحمد جشي، النائب السابق للحاكم، ورئيس مجلس إدارة "بنك الموارد" مروان خير الدين.


وفي خضمّ التخبط الحكومي بين أركان السلطة والتمادي الحاصل في تهميش الاستحقاق الرئاسي وإطالة أمد الشغور، عبّرت مصادر سياسية مطلعة على الموقف الفرنسي عن خيبتها إزاء المقاربة السياسية التي تعتمدها إدارة الرئيس أيمانويل ماكرون تجاه الحلول اللازمة للأزمة اللبنانية، ونقلت عن مسؤولين فرنسيين تحميلهم مسؤولية مباشرة إلى "فشل سياسة ماكرون" إزاء حالة المراوحة القاتلة التي يعيشها لبنان، تحديداً منذ انفجار 4 آب في مرفأ بيروت وما أعقبه من تصريحات ومواقف فرنسية متخبطة ومتراخية في التعاطي مع الطبقة السياسية الحاكمة وصولاً إلى "المفارقة العجيبة" في تصريحه الأخير الذي أشاد فيه برئيس حكومة تصريف الأعمال باعتباره "إصلاحياً".


وفي ضوء ذلك، رأت المصادر أنه "لا أمل في تغيير نظرة الإدارة الفرنسية حيال الملف اللبناني ما دام الممسكون به لم يتغيّروا"، مؤشّرة على وجه الخصوص إلى "إيمانويل بون وبرنارد إيمييه اللذين يقفان في صدارة المسؤولين الفرنسيين المولجين بمتابعة الشأن اللبناني، لا سيما وأنهما حوّلا العلاقات والمصالح التاريخية التي تجمع فرنسا ولبنان إلى مجرد نوع من "السمسرة" لأصدقائهما من المسؤولين اللبنانيين على حساب لبنان وشعبه".