تأتي قمة الناتو التي تستضيفها ليتوانيا في لحظة غربية حرجة، بعد فشل الهجوم الأوكراني المعاكس الذي امتدّ التبشير به عدة شهور، وبعد فشل الرهان على تمرد مجموعة فاغنر، وكشف الكرملين عشية انعقاد قمة الناتو أن رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين كان ضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أيام على التمرّد، مؤكداً هو وقادة المجموعة على ولائهم لبوتين، بصورة أوحت أن التمرّد كان كميناً روسياً نصبه بوتين بالتنسيق مع طباخه بريغوجين لاستدراج الغرب لكشف أوراقه داخل موسكو، تحت عنوان التنسيق مع بريغوجين للانقلاب، وتمّ القبض على المتورطين، بينما كانت اندفاعة فاغنر توحي بوصولها على مقربة من موسكو بأن روسيا دخلت في الفوضى وأنها لن تتعافى من هذه الوعكة.
ويبدو أن القمة العاجزة عن تحقيق ما يعدل موازين القوى مع روسيا أو يرد لها الضربة الفضيحة، التي تمثلت بكمين فاغنر، عادت الى الأوراق التركية، حيث كشف إفراج الرئيس التركي رجب أردوغان عن مقاتلي مجموعة آزوف دون تنسيق مع موسكو، كما قال الكرملين أول أمس، عن وجود مشروع صفقة يجري التفاوض حولها بين الرئيس التركي وقادة الغرب، تتضمن موافقة تركيا على ضم السويد الى الناتو، ولعب تركيا دوراً أكثر نشاطاً وفعالية ضمن خطط الغرب، مقابل موافقة الاتحاد الأوروبي على منح تركيا العضوية الكاملة، وفيما صرّح أردوغان عن هذا الربط بوضوح، بدا أن الأوروبيين وعلى رأسهم المستشار الألماني قد أصيبوا بالصدمة، وسط تشجيع أميركي على المضي بالصفقة.