طغى الحدث الأمني في حيّ السلم في الضاحية الجنوبية المتعلّق بإرهابي سوري أقدم على الإنتحار لدى اكتشاف أمره من قبل «حزب الله»، والذي يشي بإمكانية وجود شبكات لخلايا إرهابية نائمة، ويرفع من منسوب عودة مسلسل التفجيرات والإغتيالات الى لبنان، على ما عداه من أحداث سياسية داخلية على أهميتها.. فسقوط الجلسة التشريعية في البرلمان الى رفض البعض عقد جلسات حكومة تصريف الأعمال وتوسيع برنامج عملها بدلاُ من حصره في الإطار الضيّق، قد دفعا برئيسها نجيب ميقاتي لدقّ ناقوس الخطر ملوّحاً بالإعتكاف، ليعود عنه بعد ذلك.. في الوقت الذي لا يزال فيه التشنّج السياسي سيّد الموقف بين جميع القوى والأحزاب لا سيما على خلفية الحوادث الأمنية الأخيرة ولا سيما حادثة الكحالة، على أنّ يطال هذا التشنّج «داعش» الضاحية، على ما هو متوقّع، خلال الأيام المقبلة.
وفي ظلّ الهدوء الأمني الهشّ الذي تعيشه البلاد إثر تداعيات جريمتي القرنة السوداء، وجريمة عين إبل واشتباكات عين الحلوة وحادثة الكحّالة الأخيرة، استفاق لبنان السبت على خبر «إرهابي» حيّ السلم، السوري الجنسية، المدعو وسام مازن دلّة من مواليد العام 2000، من بلدة التلّ، والمتهم بالتفجير الأخير لمقام السيدة زينب في دمشق ليل العاشر من محرّم الذي تسبّب بوقوع عدد من الضحايا.
وفي تفاصيل ما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الجمعة- السبت، أنّه بعد مراقبة «حزب الله» لدخول الإرهابي دلّة خلسة الى لبنان عن طريق التهريب ومداهمة المنزل الذي كان يقطنه منذ أسبوعين، ومحاصرته، ألقى بنفسه من شرفة المنزل الذي يقع في الطابق السابع من مبنى سلامة في حيّ السلم.
وسقط دلّة أمام المحال التجارية ولقي مصرعه على الفور، فجرى نقل جثّته الى المستشفى. وأفادت المعلومات أنّ المنزل يعود لشقيقته المتزوّجة من لبناني، وأنّه بعد انتحار دلّة، جرى إخراجها وزوجها ووالدها الى مكان آمن بسبب الإحتقان لدى الأهالي الذي حاول بعضهم اقتحام المبنى بعد معرفتهم بأنّ المنتحر كان «إرهابياً».
والتحقيقات الأولية لا تزال جارية مع والد الإرهابي وزوج عمّته، بحسب مصادر أمنية في الحزب، لمعرفة إذا ما كانوا على عِلم بما قام به في سوريا وإذا ما كان ينوي القيام بأعمال إرهابية في لبنان، مع خلايا نائمة جنّدتها «إسرائيل» أو من عناصر «داعش» أو «جبهة النصرة».
كما جرى تفتيش المنزل الذي قطنه دلّة مع ساكنيه الكثيرين لإبعاد الشبهات عنه والإختباء فيه، بحثاً عن أحزمة ناسفة، ومتفجّرات وعبوات أو أسلحة، ولم يتمّ العثور على أي منها. على أن يتمّ تسليم الملف في وقت لاحق الى المدعي العام الذي سيضع يده على الملف مع سقوط قتيل في هذه الحادثة. وقال الجيش الذي انتشر أمام المبنى في حيّ السلم بأنّ الأمور ستتوضّح مع انتهاء التحقيقات.
علماً بأنّ رئيس مكتب أمن الضاحية في مخابرات الجيش اللبناني العميد ماهر رعد ومسؤول اللجنة الأمنية في «حزب الله» قد تفقّدا المنزل للإطلاع على الأدلة الجنائية واستكمال التحقيقات.
وتقول المصادر السياسية بأنّه لو حصل إلقاء القبض على دلّة حيّاً، كان أفضل، خصوصاً إذا ما كان يُحضّر ربما مع بعض الشبكات الإرهابية لعمليات تفجير في لبنان، سيما وأنّ لديه سوابق. غير أنّ تجميع الخيوط من قبل الأجهزة المعنية قد يؤدّي الى معرفة ما كان ينوي فعله.
ونوّهت بيقظة المقاومة والجيش لإحباط العمليات الإرهابية والحفاظ على سلامة اللبنانيين بعد أن مرّت منطقة «حي السلّم» بقطوع أمني خطير.