أخبار عاجلة

إقليمي ودولي

تقريران يثبتان جريمة إسرائيل ضد الصحافيين
08-12-2023 | 07:52

فيما تتواصل حلقات الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة ومع استمرار المواجهات الميدانية في جنوب لبنان، أعيد امس تحريك ملف الجريمة الإسرائيلية ضد صحافيين ومراسلين لبنانيين وعرب وأجانب في بدايات المواجهات بما من شأنه تفعيل الملاحقات القانونية الدولية ضد إسرائيل. وجاء هذا التحريك بفعل التحقيقين اللذين أجرتهما وكالتا “رويترز” و”الصحافة الفرنسية” ونشرت نتائجهما في وقت متزامن امس. وأظهر التحقيقان بالوقائع المثبتة والفيديوات والشهادات أنّ الضربة التي قتلت في 13 تشرين الأول مصورا في وكالة”رويترز” وأصابت آخرين بجروح بينهم مصوران لـ”فرانس برس”، نجمت من قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. واستهدفت ضربتان متتاليتان مجموعة الصحافيين وتسببت باستشهاد المصوّر عصام عبدالله (37 عاماً) بينما كان مع ستة صحافيين آخرين عند أطراف بلدة علما الشعب قرب الحدود مع إسرائيل، في تغطية للتصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”. وجرح في الضربة أيضا مصورا وكالة “فرانس برس” كريستينا عاصي (28 عاماً) التي بترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصورا وكالة “رويترز” ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة “الجزيرة” كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا. وخلص تحقيقان منفصلان أجرتهما كلّ من منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن “الضربة إسرائيلية”.


وتعليقا على التقريرين قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي :” إن الاجرام الاسرائيلي لا حدود له، وهذا ما نشهده في غزة وجنوب لبنان” واعلن “إن الحكومة اللبنانية ستتخذ الاجراءات كافة لضم التقريرين الى الشكوى المقدمة أمام مجلس الامن الدولي ومتابعتها.وقد تواصلت في هذا الاطار مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لاجراء المقتضى.


كما تواصلت مع وزير الاعلام زياد المكاري الذي باشر الاجراءات العملانية لتقديم الشكاوى المطلوبة لدى المراجع الدولية المختصة. وهو أيضا في صدد مراسلة سفراء الدول الكبرى العاملة في لبنان للطلب اليها اتخاذ الموقف المناسب من التقريرين”.


في غضون ذلك لم تنحسر وتيرة العنف المتصاعد يوما بعد يوم على محاور الجبهة الجنوبية ولو كثر الكلام عن جهود ديبلوماسية فرنسية وأميركية للتوصل الى تسوية تحيي تنفيذ القرار 1701 وتجنب لبنان حربا جديدة مع إسرائيل. وفيما تترقب الأوساط الديبلوماسية ما تردد المهمة الجديدة لوفد امني فرنسي وصل امس الى إسرائيل ويصل اليوم الى بيروت في اطار المسعى الفرنسي لمنع انزلاق الوضع في جنوب لبنان الى حرب شاملة، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته امس اذ نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عنه قوله إن “حزب الله سيحول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس إذا شن حربا شاملة” .


الموقف الأميركي


واكد المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية سام ويربيرغ من جانبه ان “الولايات المتحدة الاميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيدات بين لبنان واسرائيل على الخط الازرق”. وقال “نحمل حزب الله مسؤولية التصعيد ولبنان كدولة ليس طرفًا في هذه الحرب ولا نريد ان نرى التصعيد من طرف حزب الله او اي طرف آخر”.


واضاف “صواريخ حزب الله تؤدي الى تصعيد في المنطقة”. واكد أن “لا جديد في زيارة ( كبير مستشاري الإدارة الأميركية لشؤون الطاقة) اموس هوكشتاين ولا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع اسرائيل، وترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني”.


تزامن ذلك مع توزيع معلومات عن اجتماع عُقد الأربعاء بين هوكشتاين والنائب الياس بو صعب في دبي رشح عنه بأن مقاربة الأميركيين تختلف عن مقاربة الفرنسيين بشأن تطبيق الـ١٧٠١ حالياً وان الكلام الفرنسي عن تهديدات بحال عدم انسحاب الحزب من جنوب الليطاني لم يكن منسقاً مع الأميركيين. وأفادت هذه المعلومات ان بو صعب سأل هوكشتاين عن طرح إنشاء منطقة عازلة على الحدود مقابل انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فنفى أي طرح كهذا في المفاوضات. وقال انه غير دقيق. واشارت هذه المعلومات الى أن الأميركيين لا يريدون التصعيد بين “حزب الله” واسرائيل وهم متيقنون من أن خرق الـ١٧٠١ يحصل أيضاً من الجانب الاسرائيلي وأي نقاش بهذا القرار أو بالحدود البرية يبدأ بعد وقف اطلاق النار.


بدوره التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في اطار زيارته للولايات المتحدة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في وزارة الخارجية الأميركية. واكد خلال الاجتماع “ضرورة حماية لبنان من ارتدادات الحرب الدائرة في المنطقة، مشددًا على “ضرورة تطبيق القرارات الدولية لاسيما الـ 1559 والـ 1701.” ولفت إلى “ضرورة منع أي تسوية يمكن أن تقوم بين الأطراف المتصارعة على حساب لبنان”، مشيرًا إلى “أن حزب الله هو الذي يعطّل الانتخابات الرئاسية بعدما أخذ لبنان رهينة مصالحه الخاصة ومشروع راعيه إيران في المنطقة.


وشكر الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني “المسؤول وحده عن حماية أمن لبنان وشعبه، محذّرًا من خطورة المسّ باستقرار المؤسسة العسكرية أو السماح بإفراغ قيادتها، ومؤكدًا أن تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون هو الحل الدستوري الوحيد المتوفر حاليًا في غياب رئيس للجمهورية”.


وافيد ان ليف أكدت للجميّل أن الولايات المتحدة تسعى بكامل قوتها لتجنيب لبنان نيران المنطقة، كما أنها تضع قدراتها لمساعدة لبنان على تخطي الأزمات وضمان استقراره وأمنه.