أخبار عاجلة

حوادث

اليوم الأعنف للغارات: إسرائيل تحمي الأفخاخ
17-01-2024 | 08:25

لعل تصعيد إسرائيل امس لوتيرة غاراتها الجوية على المنطقة الحدودية في جنوب لبنان لا يحتاج الى الكثير من الاجتهادات والتفسيرات بعدما تجاوز التخوف من الانفجار الواسع بين إسرائيل و”حزب الله” في الأيام الأخيرة اطار التهديدات المتبادلة الى تجاوز الخطوط الحمر لقواعد الاشتباك على ضفتي خط المواجهة، ووصلت الغارات اول من امس الى تخوم جزين. ولكن، ومع طغيان كفة استبعاد قيام إسرائيل باشعال الحرب الشاملة، حتى مع تصعيد وتيرة تحدياتها واستفزازاتها في الساعات الأخيرة، فان ثمة معطيات لدى جهات ديبلوماسية مطلعة على الاتصالات التي تتلقاها الجهات اللبنانية المعنية تثير الخشية الشديدة لجهة التنبيه ولفت الأنظار الى ان اتساع المواجهات على مستوى المنطقة بعد تطوري انطلاق الضربات الأميركية والبريطانية للحوثيين في اليمن، وقصف الحرس الثوري الإيراني لاربيل في العراق، من شأنهما أيضا ان يضعا الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية في لبنان على صفيح حار للغاية اكثر مما سبق طوال المئة ويومين من عمر “جبهة المشاغلة”.


ذلك ان هذه الجهات تحذر من ان الجبهة التي ربطت ربطا محكما بتطورات حرب غزة باتت الان امام تعقيد إضافي هو خطر تحولها الى منصة من منصات المواجهات الخلفية بين القوى الغربية وإسرائيل وايران بما يضاعف المخاطر والمخاوف من انزلاق للوضع الميداني نحو تفجير واسع.


ولذا اكتسب ما نقله احد النواب من زوار عين التينة امس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري دلالات مهمة لجهة كلام بري عن تجنب الأفخاخ الإسرائيلية. اذ نقل النائب طه ناجي عن بري بأن “لبنان لن يقع في الفخ الإسرائيلي الذي يهدف إلى جرنا لحرب شاملة، وهو في الوقت نفسه كله ثقة بحكمة المقاومة ووعي قيادتها في لبنان الى كل هذه الأفخاخ. كما يؤكد الرئيس بري أن إسرائيل التي إرتكبت الخطا الإستراتيجي الأول في عدوانها على غزة، في حال قامت بالعدوان على لبنان فإنها ترتكب الخطأ الإستراتيجي القاتل”.


“الغارات الأشد”؟


في أي حال، فان الوقائع الميدانية على الجبهة الجنوبية اتسمت بخطورة واضحة ترجمتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية التي أوردت ان “غارات اليوم ( امس) على لبنان هي الأشدّ منذ بداية الحرب”. وقد شهدت المنطقة الحدودية كثافة استثنائية في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية عليها بحيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي اكثر من 15 غارة على اطراف حولا، وادي السلوقي، وادي الحجير، وطريق رب ثلاثين الطيبة وحدها من دون المناطق الأخرى التي استهدفتها غارات وقصف مدفعي. وطاول القصف المدفعي كروم الزيتون في محيط منطقة العبارة في بلدة كفركلا. وعملت سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني – الرسالة الإسلامية على سحب الجرحى الذين أصيبوا في الغارات التي استهدفت المنطقة ما بين وادي السلوقي ومجدل سلم وجرى نقلهم إلى المستشفيات في المنطقة . وتعرضت بلدة رب ثلاثين لقصف مدفعي، مما تسبب باحتراق منزل. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني وجمعية الرسالة على اخماد النيران. وشن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية أخرى على أطراف بلدة حولا. وشنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة على بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه.


واستهدف القصف المدفعي اطراف علما الشعب كما استهدفت غارة جوية اسرائيلية اطراف البلدة. وزعم الجيش الإسرائيلي ان “قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب”.


الا ان مصدرا في قوات “اليونيفيل” شكك في هذه المزاعم ضمنا حين قال: “لم نتلق أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً”. كما زعم الجيش الإسرائيلي انه “استهدف 150 خلية لحزب الله جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات”. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “هجوم كبير للجيش في وادي السلوقي جنوب لبنان وعشرات الأهداف تعرضت لهجوم متزامن”.


وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي هجوماً على لبنان. ونقلت عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوري غوردين، قوله: “نحن أكثر استعداداً من أي وقت مضى، وسنواصل تعزيز الاستعدادات والتقييمات”. وأشار غوردين إلى نشر عشرات الآلاف من الجنود عند الحدود الشمالية، وقال: “ضربنا الكثير من المواقع على الجانب الآخرولا يزال هناك الكثير مما يجب عمله من أجل النجاح في تحقيق النتيجة المرجوة المتمثلة في تحسين الوضع الأمني حتى نتمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.


في المقابل، اعلن “حزب الله” عن سلسلة هجمات له على مواقع إسرائيلية وقال انه استهدف تجمعاً ‏للجنود الإسرائيليين شرق مستوطنة إيفن مناحم كما شن بعد الظهر ومساء سلسلة عمليات استهدف فيها موقع السماقة في مزارع شبعا ومن ثم تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع راميا وموقع بياض بليدا كما اعلن انه “ردا على اعتداءات العدو على محيط القرى الجنوبية استهدف محيط المستوطنات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة” .