قالها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أمس بالفم الملآن: "التيار ليس مع وحدة الساحات أي ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديدا ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزة. كما أنه يرفض استخدام لبنان كمنصة لهجمات على فلسطين المحتلة لأن ليس للبنان أي إمكانية أن يدفع منفردا ثمن استحصال الفلسطينيين على حقوقهم، بل هو مع الوصول الى سلام عادل وشامل حسب مبادرة بيروت للسلام".
وقبل باسيل، أكد الرئيس السابق ميشال عون أن "لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه".
موقفان يناقضان كل المواقف السابقة التي التزم بها التيار الوطني الحر منذ شباط 2006 لحظة التفاهم مع الحزب.
هذا التناغم بين موقفي عون وباسيل بشأن ربط الساحات وجرّ لبنان إلى الحرب أثار سلسلة تعليقات وتساؤلات عن دوافع هذا الموقف الذي يعطي انطباعا أن هناك قرارا بالانفصال عن "الحزب" قد اتخذ وهناك خطة لمغادرة محور باتجاه محور آخر.
وأشارت مصادر متابعة إلى أن الموقف الموحد بين عون وباسيل جاء عقب ذكرى توقيع ورقة التفاهم في 6 شباط التي مرت من دون أي اتصال بين الطرفين ومن دون استذكاره وإحيائه.
وفي محاولة لتفسير هذا الموقف المستجد، تحدثت معلومات عن بلبلة داخل صفوف التيار على مستوى النواب والمحازبين وانتقادات واسعة لخوض الحرب في الجنوب والخشية من توسع رقعتها في ظل ازمات متشعبة يعيشها لبنان وهو غير قادر على تحمل اعبائها.
وبينما توقعت المصادر نعي تفاهم "مار مخايل" رسمياً، لاحظت أن الحزب يتجنب الدخول في أي سجال مع عون وباسيل وقد عمّم قرارا بعدم الرد على مواقف النواب المحسوبين على التيار حتى التي تتعارض مع مواقف "الحزب" بشكل فاضخ.
ما يبدو واضحاً أن "مار مخايل" بات حبرا على ورق وقد تكون حرب الجنوب هي التي قصمت ظهر البعير وشكلت نقطة خلاف بين الحليفين مقابل اشمئزاز لدى التيار الوطني الحر من عدم مراعاة "الحزب" لحليفه وما يتعرض له من انتقادات في بيئته.
"مار مخايل إلى مثواه الأخير وحرب الجنوب آخر مسمار في نعشه.