منذ أن وطأت أقدام نيل أرمسترونغ وباز ألدرين سطح القمر في عام 1969، لم تتوقف الشائعات والجدل حول مصداقية هذه الرحلة التاريخية. البعض يزعم أن الهبوط على القمر كان مجرد تمثيلية هوليوودية نظمّتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بينما تؤكد الأدلة العلمية والتاريخية أن المهمة كانت حقيقية ولا جدال فيها.
أدلة قاطعة تؤكد الهبوط
1. مراقبة مستقلة من الاتحاد السوفيتي: في ذروة الحرب الباردة، تابع الاتحاد السوفيتي، منافس الولايات المتحدة في سباق الفضاء، مسار الرحلة بدقة. ولو كانت الرحلة مزيفة، لكان أول من أعلن ذلك، لكن لم يصدر أي اعتراض رسمي.
2. المرايا العاكسة على سطح القمر: وضع روّاد أبولو أدوات علمية، من بينها مرايا عاكسة (retroreflectors) لا تزال تُستخدم حتى اليوم لقياس المسافة بين الأرض والقمر باستخدام أشعة الليزر.
3. صخور القمر: أعادت مهمات أبولو إلى الأرض أكثر من 380 كيلوغراماً من صخور القمر. وقد تم تحليل هذه الصخور من قِبل علماء من دول متعددة، وتبين أنها تختلف كيميائياً عن أي صخور موجودة على كوكب الأرض.
تفنيد أشهر نظريات المؤامرة
• “لم تظهر النجوم في الصور”: السبب بسيط — إعدادات الكاميرا كانت مهيئة لتصوير سطح القمر المضيء، ما جعل النجوم غير ظاهرة في الصور، تماماً كما لا تظهر النجوم عند تصوير السماء في وضح النهار على الأرض.
• “العلم يرفرف وكأن هناك رياحاً”: القمر لا يحتوي على غلاف جوي، وبالتالي لا وجود للرياح. حركة العلم نتجت عن الدفع أثناء غرسه في التربة، وليس عن أي تيارات هوائية.
• “الظلال غير طبيعية”: تختلف الظلال لأن سطح القمر يعكس الضوء، وهذا يفسر تداخل الظلال بطريقة تبدو غريبة، لكنها في الواقع منطقية علمياً.
الحقائق التكنولوجية والعلمية
صاروخ ساتورن V، الذي حمل بعثة أبولو إلى القمر، هو أحد أعظم الإنجازات الهندسية في التاريخ، وشوهد إطلاقه من قبل آلاف الشهود وتم توثيقه بكاميرات متعددة الزوايا. كما أن أكثر من 400 ألف شخص عملوا على برنامج أبولو، ولم تظهر أي شهادة موثوقة من شخص يُزعم أنه “كشف الخدعة” طوال أكثر من خمسة عقود.
الخلاصة
نظريات “الخدعة” حول هبوط الإنسان على سطح القمر لا تستند إلى أدلة علمية، بل إلى سوء فهم للحقائق أو إلى نظرة تشكّكية مفرطة. الهبوط على القمر لم يكن فقط إنجازاً تقنياً هائلاً، بل لحظة فاصلة في تاريخ البشرية، وُثقت وشهد عليها العالم أجمع.