أخبار عاجلة

إقليمي ودولي

“معركة من أجل البقاء”.. مدير مكتب نتنياهو السابق يتحدث عن الحرب
20-06-2025 | 18:45

مع شنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات داخل العمق الإيراني، وتحول حرب الظل طويلة الأمد إلى صراع مفتوح، وصف أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السابقين هذه المواجهة بأنها معركة لم يعد بإمكان إسرائيل تجنبها. 


“الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تحركات مهمة – إيران بدأت تسابق الزمن نحو القنبلة – مما وضع إسرائيل في موقف لم يعد من الممكن فيه الجلوس وانتظار ما سيحدث”، يقول آري هارو، مدير مكتب نتنياهو السابق. 


هارو يؤكد أن أهداف إسرائيل واضحة: تفكيك البرنامج النووي الإيراني وتدمير ترسانة الصواريخ الباليستية التابعة لطهران. 


“لا حاجة لوضع أي شيء آخر على الطاولة”، يشدد.  


ويصف المسؤول الإسرائيلي السابق توقيت الهجوم بأنه مدروس، بعد سنوات من التحذيرات الإسرائيلية وتصاعد الحاجة الملحة للتحرك. 


“انتظرت إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة قبل اتخاذ الخطوات العسكرية الضرورية”، يقول. 


إيران هي الأخرى ردت بهجمات صاروخية وبطائرات مسيرة، أسفر بعضُها عن مقتل مدنيين في إسرائيل. لكن هارو يرفض المقارنة بين الطرفين. 


“إسرائيل كانت دقيقة للغاية. استهدفت مواقع عسكرية، مواقع أسلحة، ومواقع إنتاج نووي. أما الإيرانيون فاستهدفوا المدنيين“، يشدد. 


ويؤكد أن ذلك دفع إسرائيل إلى توسيع نطاق أهدافها. 


“طالما بقي الطرفان ضمن معايير معينة… فإن الطرفان الآخر سيرد بالمثل”، يقول. 


ويرى هارو أن التصعيد الحالي نابع مباشرة من هجمات السابع من أكتوبر التي قادتها حركة حماس. 


يقول: “لم يعد من الممكن الاكتفاء باحتواء الوكلاء“، في إشارة إلى جماعات مثل حماس وحزب الله. “بدأ الإرهابيون مذبحتهم… مما أدى إلى سلسلة من ردود الأفعال“. 


ومنذ ذلك الحين، ضربت إسرائيل أهدافاً في غزة ولبنان وسوريا واليمن — كثير منها مرتبط بشبكة النفوذ الإقليمية لإيران. ويقول هارو إن الهدف كان هو تحييد تلك التهديدات للتركيز على إيران نفسها. 


“بمجرد إزالة إيران وبرنامجها النووي، أعتقد أننا سنشهد… تحركاً نحو إغلاق جبهات مختلفة“. 


ويشير المسؤول الإسرائيلي السابق إلى أن هناك أوجه تشابه مع الضربات الإسرائيلية السابقة على منشآت نووية في العراق (1981) وسوريا (2007)، لكنه قال إن الوضع الآن مختلف في الحجم والنطاق. 


“كانت تلك عمليات ضد منشأة واحدة. أما الآن فنحن نتعامل مع برنامج تم تطويره على مدى عقود”، يقول. 


ويعتقد هارو أن نتيجة ناجحة قد تؤدي إلى اصطفافات جديدة في المنطقة. 


“بمجرد إزالة التهديد النووي الإيراني، سنشهد تحركاً كبيراً نحو السلام والازدهار مع دول الخليج، وربما حتى مع جيران إسرائيل في الشمال”، يؤكد. 


ويوضح هارو أن التعاون بين إسرائيل والدول العربية ضد التهديد الإيراني كان قائماً منذ فترة، حتى وإن كان في الخفاء. 


يقول: “الجميع في المنطقة سيكونون أكثر سعادة عند زوال هذا التهديد، لأنه لم يكن موجهاً لإسرائيل وحدها“. 


وعندما سُئل عمّا إذا كان تغيير النظام في إيران هدفاً، قال هارو إنه ليس كذلك. لكنه أقرّ بوجود استياء متزايد داخل البلاد. 


“الغالبية العظمى من الإيرانيين يعارضون هذا النظام… وانكشافه العسكري سيغذي بالتأكيد الأمل بالتغيير”، يوضح. 


علاقة معقدة مع نتنياهو 


تحمل أراء آري هارو أهمية خاصة. فقد شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بين عامي 2014 و2015. ؛كمان كان في وقت سابق مديراً لمكتبه عام 2008 (كان نتنياهو في المعارضة حينها)، مما جعله حاضراً في دوائر اتخاذ القرار خلال لحظات حاسمة في الأمن القومي. 


في عام 2017، أصبح هارو شاهداً في قضايا الفساد التي يتابع فيها نتنياهو، وأُدين لاحقاً بخرق الثقة، وصدر بحقه حكم في يناير 2024 بأداء خدمة مجتمعية لمدة ستة أشهر ضمن صفقة مع الادعاء. 


ورغم هذا التاريخ بين الرجل، أشاد هارو بأداء نتنياهو في إدارة الأزمة الحالية. 


وقال: “منذ الثامن من أكتوبر، أعادت هذه الحكومة الأمن إلى الجبهة الشمالية، والجبهة الجنوبية، والآن في التعامل مع إيران”. 


وأشار إلى أن هذا الصراع وحّد الفصائل السياسية في إسرائيل — على الأقل في الوقت الراهن. 


“هناك وحدة حول هذه الحرب مع إيران. الزمن وحده سيكشف ما إذا كان نتنياهو سيفوز بولاية جديدة أم أن الشعب مستعد لشيء مختلف”، يقول. 


وعندما طُلب منه تلخيص رسالة إسرائيل العامة، كان هارو حاسماً: 


“إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يخطط أحدهم لتدميرها“.