بعد 12 يومًا من الحرب الخاطفة بين إسرائيل وإيران، دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ليُعلن انتهاء معركة النووي الإيراني، وفق الرؤية الأميركية-الإسرائيلية. الآن، تحوّلت الأنظار نحو "حزب الله"، الذي تعتبره واشنطن وتل أبيب التهديد الأخطر المتبقي، وسط رسائل دولية تحذّر لبنان من استمرار التراخي في ملف السلاح غير الشرعي.
سكتت المدافع بين إسرائيل وإيران بعد حرب خاطفة دامت 12 يومًا، تعتبرها واشنطن وتل أبيب ناجحة في تحقيق هدفها الأساسي: إنهاك إيران، وجرّها إلى طاولة مفاوضات جديدة حول ملفها النووي. ووفق التقييم المشترك، فإن أقصى ما يمكن أن تناله طهران هو السماح لها بالنشاط النووي مع صفر تخصيب لليورانيوم، وربما تخفيف محدود للعقوبات.
من طهران إلى الضاحية: الأولوية الجديدة
مع طيّ صفحة النووي الإيراني، تُسلّط العاصمتان الحليفتان الضوء مجددًا على "التهديد الأكبر الثاني": "حزب الله".
مصادر دبلوماسية غربية نقلت لـ"نداء الوطن" أن واشنطن وتل أبيب تريان أن الحرب الأخيرة والإتفاق الذي أعقبها، نجحا في ضرب ترسانة الحزب وكوادره، وتضمّن بندًا واضحًا بتفكيك البنية العسكرية للحزب في لبنان. إلا أن تنفيذ الاتفاق بقي جزئيًا، ولم يُطبّق سوى جنوب نهر الليطاني، بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يشنّ غارات شبه يومية داخل الأراضي اللبنانية، متذرعًا بوجود أهداف تابعة للحزب تُعد خرقًا للاتفاق.
التحذير: لا مزيد من التراخي
ورغم وقف إطلاق النار، يُجاهر "حزب الله" بإعادة بناء قدراته. الشيخ نعيم قاسم أكد أن الحزب يستعد لكافة السيناريوهات في حال فشلت الدولة بتحرير الجنوب.
وبحسب المصادر، فقد أُبلغ لبنان رسميًا في الساعات الأخيرة أن مهلة التراخي انتهت، وأن المنظارين الأميركي والإسرائيلي اللذين كانا موجّهين إلى طهران، عادا ليسلّطا الضوء على بيروت. السلاح غير الشرعي بات الآن على رأس لائحة الأهداف.
مهلة وتهديد... ورسالة ثلاثية
رسالة التحذير وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين عبر الأميركيين والفرنسيين والقطريين (بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى الدوحة). فحواها: مرحلة ما بعد الحرب الإيرانية مختلفة بالكامل.
إما أن تقرّ الحكومة اللبنانية رسميًا خطة واضحة وجدولًا زمنيًا لجمع سلاح "الحزب" ويُعرض على الموفد الأميركي توماس براك خلال زيارته المرتقبة في الأسبوعين المقبلين، وإما فخيار الحرب الخاطفة سيكون مطروحًا مجددًا، هذه المرة في لبنان، بهدف إنهاء ملف السلاح إلى الأبد.
ترامب مستعجل "السلام"
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما تشير المعلومات، يضع "السلام، الهدوء والازدهار" عنوانًا لخطته الإقليمية، وهو مستعد لاجتثاث أي عقبة تعرقل هذا المسار، كما فعل في إيران.
الرسالة باتت واضحة: الكرة الآن في ملعب المسؤولين اللبنانيين. إما المبادرة في بناء دولة حقيقية، أو مواجهة مرحلة أكثر قسوة قد تبدأها إسرائيل في الجنوب، مع تجاهل تام لأي انسحاب أو تفاهم مستقبلي.