استقبل الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون اليوم في قصر بعبدا المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان وسوريا، السفير توم باراك، في زيارة تهدف إلى تسلّم الرد اللبناني الرسمي على “الورقة الأميركية” المتعلقة بنزع سلاح “حزب الله” وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

باراك، الذي كان قد زار بيروت في 19 يونيو الماضي، قدّم للسلطات اللبنانية خارطة طريق مكتوبة تركّز على نزع سلاح “حزب الله” والفصائل المسلحة الأخرى، وتحسين العلاقات مع سوريا، إضافة إلى تنفيذ إصلاحات مالية عاجلة. وتقترح الوثيقة الأميركية نهجًا تدريجيًا، حيث يتم تسليم سلاح الحزب مقابل انسحاب إسرائيلي من مناطق محتلة في الجنوب اللبناني، على أن يكتمل هذا المسار قبل نهاية العام الجاري.

وخلال اللقاء، قال المبعوث الأميركي:

“هذه فترة حرجة للبنان والمنطقة. نحن بصدد صياغة خطة للمستقبل، والرئيس ترامب أكد التزامه بالمساهمة في بناء السلم والازدهار بلبنان. لا نملي على اللبنانيين ما يجب فعله بشأن حزب الله، لكن عليهم أن يتعاملوا معه بأنفسهم.”

وأضاف باراك أن المشكلة ليست إيران، بل “عجز اللبنانيين عن الاتفاق في ما بينهم”، مشيرًا إلى أن الحوار بين سوريا وإسرائيل بدأ بالفعل، وأن “الفرصة متاحة الآن أمام اللبنانيين ليجعلوا من وطنهم لؤلؤة الشرق من جديد.”

في المقابل، أكّد باراك رضاه عن الرد اللبناني المقدم، معتبرًا أنه “خطوة إيجابية في سبيل بناء خطة مشتركة للمستقبل”، مشددًا على ضرورة “تجاوز الخلافات الداخلية والتعامل بجدية مع هذه الفرصة التاريخية.”

من جهته، كان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قد صرّح في خطاب متلفز عشية زيارة باراك، قائلاً:

“هذا التهديد لن يجعلنا نقبل الاستسلام، ولن نلقي سلاحنا تحت الضغط الإسرائيلي أو الأميركي.”

يُشار إلى أن خطة نزع السلاح التي طرحتها الإدارة الأميركية تفترض إتمام العملية في غضون أشهر، على أن ترافقها خطوات إسرائيلية مقابلة كوقف الانتهاكات، وانسحاب تدريجي، وإطلاق الأسرى.

ومن المتوقع أن يُعرض الرد اللبناني رسميًا خلال اجتماع ثنائي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، وسط مخاوف لبنانية من اتخاذ قرارات مصيرية من دون إشراك بيروت بشكل فعلي.