أخبار عاجلة

صحة

المغرب : ‎"الصحة أولا، لا نريد كأس العالم”
16-09-2025 | 19:03

لقيت احتجاجات أمام مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير المغربية اهتماماً واسعاً بين نشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي في البلاد.


وكان محتجون على تردّي الخدمات الصحيّة في المستشفى الجامعي نظّموا يوم الأحد الماضي وقفة احجاجية حاشدة أمامه، هي الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق الجموع المحتشدة.


ويتداول ناشطون هشتاغات تتوعد بمواصلة الاحتجاج الأحد المقبل أمام المستشفى.


وردد المحتجون شعارات من قبيل: “الصحة أولا، لا نريد كأس العالم” في إشارة إلى المشاربع التي تشهدها مختلف المدن المغربية والمرتبطة أساسا بالاستعداد لتنظيم نهائيات كأس أفريقيا نهاية هذا العام، وكأس العالم عام 2030.


جاءت وقفة الأحد الاحتجاجية بعد نحو ثلاثة أيام من ظهور إعلاميّ لرئيس الحكومة عزيز أخنوش تحدّث فيه عن نقلة نوعية للمستشفيات العمومية في المغرب كفيلة بأن تضعها على قدم المساواة مع المستشفيات الخاصة.


وفي استعراض لحصيلة أربع سنوات في رئاسة الحكومة المغربية، أكّد أخنوش أن فريقه الحكومي “يشتغل بجدية في إطار أجندة واضحة…ولا سيما في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية”.


يُذكر أن أخنوش هو أيضاً عمدة مدينة أكادير، ما تركه في مرمى غضب المحتّجين الذين ألقوا باللائمة على سياساته في تردّي الأوضاع، متّهمين إياه بالفشل، بل وطالب البعض برحيله قبل استكمال ولايته الحكومية التي تنتهي في 2026.


وفي استجابة للاحتجاجات، قام وزير الصحة أمين التهراوي، يوم الثلاثاء، بزيارة إلى المستشفى، حيث تقرَّر إعفاء مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير من مهامه، إلى جانب مسؤولين آخرين في المندوبية الإقليمية وبالمديرية الجهوية للصحة لسوس ماسة.


فيما لا يزال هناك تحقيق آخر تباشره النيابة العامة حول أسباب وفاة ثمانِ نساء حوامل في أقلّ من شهر.


وأعرب التهراوي عن التضامن مع أهالي أكادير وعائلات المرضى، مشيراً إلى أن هذا التردّي في الخدمات إنما هو “للأسف نتيجة تراكمات عدة سنوات”.


في غضون ذلك، أصدرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد بيانا استنكرت فيه “الوضع الكارثي” لمستشفى الحسن الثاني، مطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي، مع ضرورة فتح تحقيق قضائي ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تهاونه.


من جانبها، أشارت المديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة سوس-ماسة، لمياء الشاكري، إلى أن مستشفى الحسن الثاني بأكادير يواجه تحديات ناجمة عن الضغط الكبير على الأجهزة الطبية، كونه يقدم مهام متعددة كمستشفى إقليمي وجهوي وجامعي.


وأوضحت الشاكري أن البنية التحتية الحالية للمستشفى العريق الذي يخدم المنطقة منذ عام 1967، لم تعُد قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الخدمات الصحية.


واستدركت الشاكري بالقول إن توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجهة سوس-ماسة وجماعة أكادير، بتمويل يقدر بـ 20 مليار سنتيم مغربي (حوالي 52 مليون دولار)، سيُمكّن من تأهيل وتجهيز المستشفى بتجهيزات طبية حديثة، وستدخل حيّز التنفيذ مع انطلاق الأعمال الأوليّة في الأسابيع المقبلة.