أعلن الجيش اللبناني عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" عن إلقاء القبض على المواطن (ن.ز.) أحد أخطر المطلوبين بكمين على طريق الكنيسة – بعلبك.

وما هي إلا دقائق حتى انتشر خبر توقيف نوح زعيتر أحد أهم تجار المخدرات في لبنان والمتخفي منذ سنوات طويلة.

مصادر أمنية أكدت لـ "اندبندنت عربية" هذه الأنباء وكشفت أن عملية إلقاء القبض عليه تمت في منطقة الكنيسة في محافظة بعلبك- الهرمل شرق لبنان، واصفة العملية بأنها كانت محترفة وبكمين مطبق، وأن مخابرات الجيش كانت تراقب تحركاته منذ فترة، فيما حصلت مداهمة منذ 10 أيام لمنازل ومراكز تابعة له، وضمن العملية المحكمة حصلت مداهمة كانت أشبه بفخ له لمركز محدد، ما دفعه للانتقال من المكان الذي كان فيه إلى مكان آخر فتمت ملاحقته وإلقاء القبض عليه. وأكدت المصادر نفسها أن عملية متابعة شبكته الواسعة ستستمر ولن تتوقف بتوقيف نوح زعيتر.

وسائل إعلام محلية لبنانية كشفت بدورها أن زعيتر لم يتعرّض لأي إصابة خلال توقيفه من قبل مخابرات الجيش في الكمين، والذي حصل منذ نحو 45 دقيقة.

في مقابلة تلفزيونية، يعترف نوح زعيتر، المطلوب للعدالة بمئات الجرائم، جهارة بأنه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يعتبر أن ذلك لم يكن خياراً، بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة شرق لبنان (زعيتر مواليد بلدة تعلبايا - البقاع الأوسط، لكنه يعيش في بلدة الكنيسة التابعة لمحافظة بعلبك على الحدود السورية). ويلقب نوح زعيتر، بـ"بارون المخدرات" أو "روبن هود البقاع"، كما يحلو لأقاربه مناداته.

وفي إحدى إطلالاته الإعلامية في أبريل (نيسان) عام 2020، طالب الدولة بإقرار قانون العفو العام كي يعيش أبناء بعلبك- الهرمل في الوطن بـ"كرامة" بدلاً من أن يبقوا هاربين من وجه العدالة. ونفى زعيتر أن تكون إطلالته على الإعلام بصورة مباشرة تحدياً للدولة، وقائلاً إن "هذا العفو سيقيم مصالحة بين الدولة والشعب". ووصف زعيتر نفسه بأنه "ضحية كما جميع أهالي بعلبك"، متحدثاً عن "محميين كبار يدخلون المخدرات إلى البلد".

نوح زعيتر الذي يظهر كما المشاهير في صوره ومقابلاته يعد شخصية جدلية كواحد من أبرز المطلوبين بالاتجار بالمخدرات، وصدرت في حقه عشرات مذكرات البحث والتحري، وأخرى كأحكام غيابية، لكنه لا يزال متوارياً عن الأنظار ولا تستطيع الدولة أن تحدد مكان وجوده، على رغم إطلالاته الإعلامية المتكررة، والتي تبث أحياناً مباشرة.

ويظهر زعيتر في معظم صوره مدججاً بالسلاح ومحاطاً بحراسة أمنية مشددة، علماً أنه يتنقل بين الأراضي اللبنانية والسورية، ونشرت له أكثر من صورة على وسائل التواصل تجمعه بأقارب بشار الأسد داخل سوريا.

نوح المطلوب لدى "الإنتربول" بتهم تتعلق بالإرهاب وتجارة السلاح وخطف واحتجاز أشخاص وسرقة سيارات، دهمت دورية من مديرية الاستخبارات تؤازرها قوة من الجيش اللبناني عام 2019 مزرعة تعود له ولشقيقه زهير في بلدة ريحا (البقاع)، حيث عثرت على مصنع للمخدرات، وصادرت كمية كبيرة من الحشيش قدرت بنحو 20 شاحنة، لكنها لم تعثر عليه في مزرعته.