أخبار عاجلة

ألعالم

اسعار الذهب تسجل قفزة جديدة اليوم
28-11-2025 | 19:42

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا اليوم الجمعة، مسجّلة مكاسب جديدة تدفع بالمعدن النفيس نحو شهر رابع من الارتفاع، وسط موجة تفاؤل واسعة بين المستثمرين بإمكانية اتخاذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قرارًا بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. هذا الارتفاع يأتي في مرحلة حسّاسة تشهد خلالها الأسواق الدولية تقلبات في حركة الدولار والتحوّط المتزايد من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.


صعِد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليبلغ 4189.61 دولارًا للأوقية، مسجلًا أعلى مستوى له منذ 14 تشرين الثاني، مع توجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تقارب 3% وشهرية تصل إلى 3.9%. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% وصولًا إلى 4221.30 دولارًا للأوقية.


وترتبط أسعار الذهب بشكل مباشر بالتوقعات النقدية، إذ يزدهر المعدن الأصفر في الفترات التي تشهد خفضًا للفائدة، نظرًا إلى أنه أصل لا يدرّ عائدًا، ما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالأدوات الاستثمارية التقليدية.


توقعات خفض الفائدة ترتفع إلى 87%


وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، فإن احتمالات خفض الفائدة في جلسة ديسمبر ارتفعت إلى 87%، بعدما كانت 85% قبل يوم واحد و50% فقط في الأسبوع الماضي. هذه القفزة تعكس تحوّلًا سريعًا في المزاج العام للأسواق، وازدياد القناعة بأن السياسة النقدية الأميركية تتجه نحو التخفيف التدريجي.


وكانت تصريحات كلٍّ من ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، وعضو مجلس المحافظين كريستوفر والر، قد عزّزت ترجيح خفض الفائدة. وأكد المسؤولان أن الأسواق قد تحتاج إلى “مرونة نقدية” إضافية في ضوء نمو اقتصادي أضعف من المتوقع.


تصريحات هاسيت تزيد الضغط على الدولار


من جهته، قال كيفن هاسيت، المرشح البارز لخلافة جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، إن أسعار الفائدة يجب أن تُخفّض، مؤكدًا انسجام رأيه مع توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تصريح كهذا من شخصية اقتصادية وازنة أدى إلى تراجع إضافي في قيمة الدولار، الذي يتجه نحو أسوأ أسبوع له منذ أواخر يوليو، ما جعل الذهب المسعّر بالدولار أكثر جذبًا للمستثمرين سواء المؤسساتيين أو الأفراد.


تأثيرات السوق… بين التضخم والضبابية


رغم التفاؤل المتزايد، دعا عدد من رؤساء بنوك الاحتياطي الفيدرالي إلى التحلّي بالحذر، مشيرين إلى ضرورة مراقبة اتجاه التضخم بدقة قبل اتخاذ أي خطوة جديدة. ويرى هؤلاء أن التسرّع في خفض الفائدة قد يعيد الضغوط التضخمية ويقلب توقعات الأسواق رأسًا على عقب.


لكن المستثمرين، من جهتهم، يجدون في أسعار الذهب ملاذًا آمنًا وسط هذه التذبذبات، خصوصًا في وقت تتزايد فيه الشكوك حول استدامة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.


المعادن النفيسة الأخرى تواصل الارتفاع


لم يقتصر الصعود على الذهب وحده، إذ حققت المعادن الأخرى مكاسب واضحة:


الفضة ارتفعت 1.4% إلى 54.18 دولارًا للأوقية، مسجلة مكاسب أسبوعية تتجاوز 7%.


البلاتين قفز 1.7% إلى 1634.82 دولارًا، مع مكاسب أسبوعية مماثلة عند 7.4%.


فيما خسر البلاديوم 0.6% إلى 1428.62 دولارًا، لكنه رغم ذلك يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تبلغ 4%.


ارتفاع هذه المعادن مجتمعة يعكس توجّهًا عامًا في الأسواق نحو الأصول الملموسة ذات القيمة العالية، وسط مخاوف متصاعدة من التقلّبات النقدية.


خلاصة


تُظهر البيانات أن أسعار الذهب تتقدم بثبات نحو مرحلة صعود جديدة، مدفوعة بضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة الشهر المقبل. وفي ظل الأجواء الاقتصادية الضبابية عالميًا، يبدو المعدن الأصفر في طريقه لتعزيز مكانته كأحد أهم الملاذات الاستثمارية في الفترة المقبلة.