أصدر معهد “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنيّة تقريرًا جديدًا حذّر فيه من أنّ لبنان يتّجه إلى ترسيخ صورة “الدولة الفاشلة”، وأنّ الفرصة الّتي أتاحتها الحرب الأخيرة لتغيير هذا المسار تكاد تضيع بعد عامٍ على وقف إطلاق النار على الحدود الشماليّة.
ويطرح التقرير سؤالاً محورياً حول موقف الحكومة اللبنانية، متسائلاً إن كانت "لا تستطيع" أم "لا تريد" نزع سلاح "حزب الله"، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني يتجنب باستمرار دخول المناطق الخاصة، مما يسمح فعلياً للحزب بـ "استخدام الشعب اللبناني دروعاً بشرية".
أربعة مستويات حاسمة لـ "شريان الأوكسجين للإرهاب"
لفت التقرير إلى أن الحل يتطلب تغييراً في المقاربة لدى المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا. وحدد التقرير أربعة مستويات حاسمة لا تحظى باستجابة كافية:
المال وتمويل الإرهاب: حيث نشرت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخراً رقماً صادماً، مفاده أن إيران حوّلت منذ كانون الثاني 2025 ما يقارب مليار دولار إلى "حزب الله"، متسائلاً عن كيفية تدفق هذا المبلغ الضخم تحت أعين نظام العقوبات.
الرأس الإيرانيّ للأخطبوط: حيث أكد التقرير أن الحل لن يأتي ما دام النظام الإسلاميّ الراديكاليّ الشيعيّ قائماً في طهران، مشيراً إلى أن العقوبات وحدها ثبت خطؤها بسبب نشوء "اقتصاد بديل" إيراني يلتف على القيود الغربية عبر التعاون مع دول مثل روسيا والصين.
الجمود السياسيّ الاجتماعيّ في لبنان: حيث وصف رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنه "جزءٌ من المشكلة"، مشدداً على أن "حزب الله" ليس مجرد جيش بل هو المزوّد المركزيّ للخدمات للسكان الشيعة، مما يخلق "مجتمع المقاومة".
الوهم الخطير حول الجيش اللبناني: مشيراً إلى أن التقديرات تتحدث عن أن نحو 50% من عناصر الجيش هم من المسلمين الشيعة، متسائلاً عن إمكانية أن يوجّه هؤلاء سلاحهم ضدّ "إخوتهم" في الحزب.
سيناريو "كوريا الشمالية" والجيش اللبناني
حذر التقرير من "السيناريو الأخطر" الذي يجب أخذه بالحسبان، وهو "النموذج العراقي"، حيث يمكن لـ "حزب الله" أن يبتلع الجيش اللبناني من الداخل. وفي هذا السيناريو، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة "كوريا شماليّة" على حدودها، مجهّزة بأفضل التكنولوجيا الغربيّة، لكنها تتلقى أوامرها من طهران.
وختم التقرير تحذيره بأن عدم استغلال الفرصة التي أتيحت بعد وقف إطلاق النار سيؤدي إلى ضياعها، مؤكداً أن المعركة تتطلب حزماً دولياً لوقف شريان المال الإيراني، وتفكيك البنية المدنية للتنظيم الإرهابي، ومراقبة مؤسسات الدولة اللبنانية بعيون مفتوحة، وإلا سيعيد العدو بناء قوته تحت غطاء "العمى العالمي".
الشفافية نيوز