تتوقع شركات الطيران في الشرق الأوسط أن تحقق أرباحاً تبلغ 28.60 دولارًا أمريكيًا لكل مسافر في العام المقبل، وهو أعلى مستوى بين جميع المناطق، حيث تستفيد من قوة طلب الركاب، واللوائح الداعمة، والاستثمار الحكومي في البنية التحتية.

هذا الرقم يزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف عن متوسط صافي الربح العالمي لشركات الطيران البالغ 7.90 دولارات أمريكية لكل مسافر في عامي 2026 و 2025، وفقًا لأحدث تقرير سنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، الذي صدر يوم الثلاثاء. 

وهو أقل بقليل من رقم 28.90 دولارًا أمريكيًا الذي حققته الناقلات الإقليمية هذا العام.

ستنهي شركات الطيران في الشرق الأوسط عام 2025 بصافي ربح مقدر بـ 6.6 مليار دولار، ارتفاعاً من توقعات يونيو البالغة 6.2 مليار دولار وزيادة من 6 مليارات دولار في عام 2024. كما أنها المنطقة الأقوى من حيث صافي هامش الربح، بنسبة 9.3 في المائة.

 "هذا الأداء يشهد على الفارق الذي يمكن أن تحدثه بيئة تشغيل تنظيمية إيجابية، وعلى الموقع الاستراتيجي للمنطقة كمركز اتصال عالمي"، قالت إياتا في بيان يوم الثلاثاء.

تواصل المنطقة تسجيل طلب "قوي" على السفر، مدفوعاً بحركة المسافرين لمسافات طويلة وتوسع شركات الطيران الكبرى مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية.

وقالت إياتا إن الحكومات وشركات الطيران تضاعف أيضًا الاستثمار في البنية التحتية لضمان النمو على المدى الطويل. فدبي تبني مبنى بقيمة 35 مليار دولار في مطار آل مكتوم الدولي (DWC)، بينما تخطط المملكة العربية السعودية لـ مطار الملك سلمان الدولي في الرياض.

في حين أن التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات وإغلاق المجال الجوي، قد أحدثت اضطرابًا في العمليات طوال عام 2025، إلا أنه لا يُتوقع أن تؤثر سلبًا على النمو، حسب إياتا.

وقالت مجموعة الضغط لشركات الطيران: "مع الجهود المستمرة لتحقيق سلام دائم، من المتوقع أن تظل المنطقة على مسار نموها".

هناك وقف إطلاق نار هش في حرب إسرائيل وغزة بعد أكثر من عامين من الصراع، لكن إسرائيل واصلت الهجمات في غزة ولبنان.

وقالت إياتا إن شركات الطيران في الشرق الأوسط تخفف من اضطرابات سلسلة التوريد وتأخير تسليم الطائرات من خلال التحديثات وتمديد عمر الأسطول. ومع ذلك، حذرت من أن نمو السعة سيظل مقيدًا على المدى القريب.

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران الإقليمية 6.8 مليار دولار كصافي ربح في عام 2026، مع نمو الطلب بوتيرة أسرع من السعة.

سينمو عدد المسافرين بنسبة 6.1 في المائة العام المقبل، مقارنة بنمو السعة بنسبة 5.4 في المائة في الشرق الأوسط.

توقعات عالمية

من المقرر أن تسجل شركات الطيران العالمية ربحية قياسية في عام 2026، على الرغم من أزمة سلسلة التوريد المستمرة التي تؤخر تسليم الطائرات واستبدال الأساطيل القديمة بطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

على الصعيد العالمي، ستنهي شركات الطيران العام بصافي ربح قدره 41 مليار دولار في عام 2026، ارتفاعاً من 39.5 مليار دولار في عام 2025. ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإيرادات إلى 1.053 تريليون دولار في عام 2026، بزيادة 4.5 في المائة عن إيرادات عام 2025 البالغة 1.008 تريليون دولار.

ستنقل شركات الطيران 5.2 مليار مسافر في عام 2026، بزيادة 4.4 في المائة عن عام 2025، وستكون الطائرات ممتلئة بنسبة 83.8 في المائة العام المقبل.

وقال ويلي والش، المدير العام لإياتا: "هذه أخبار مرحب بها للغاية بالنظر إلى العقبات التي تواجه الصناعة - ارتفاع التكاليف من اختناقات سلسلة توريد الطائرات، والصراع الجيوسياسي، والتجارة العالمية البطيئة، وتزايد الأعباء التنظيمية من بينها".

وأضاف: "نجحت شركات الطيران في بناء مرونة امتصاص الصدمات في أعمالها، مما يحقق ربحية مستقرة".

ومع ذلك، قال إن هوامش الربح على مستوى الصناعة "لا تزال ضئيلة بالنظر إلى القيمة التي تخلقها شركات الطيران من خلال ربط الناس والاقتصادات".

 "ومع ذلك، ستكسب آبل من بيع غطاء آيفون أكثر مما ستجنيه شركات الطيران، وهو 7.90 دولارات، من نقل متوسط الراكب."

تعتبر شركات الطيران في صميم سلسلة قيمة تدعم ما يقرب من 4 في المائة من الاقتصاد العالمي وتدعم 87 مليون وظيفة.

دينا كامل | The National