أخبار عاجلة

مقالة

فيلم رديء الإخراج.. "حزب الله" يساند يعقوبيان في ماكينة التشويه ضد فؤاد مخزومي
22-12-2025 | 17:56

حين تخفت الأضواء عن بعض النواب، يبدأ البحث المحموم عن “مشهد”. وحين يغيب الإنجاز السياسي، يُستعاض عنه بفيلم رديء الإخراج، هدفه الوحيد لفت الانتباه واحتلال مساحة إعلامية ولو عبر الكذب. هذا تمامًا ما نشهده اليوم مع فصل جديد من مسرحية تقوم ببطولتها النائبة بولا يعقوبيان، مسرحية مفتعلة، مكرّرة، ومكشوفة، جرى استخدامها كشرارة لإطلاق حملة قذرة ضد النائب فؤاد مخزومي.


القصة بدأت كـ“همسة” داخل أروقة لجنة المال والموازنة، ثم تحوّلت فجأة إلى “خبر عاجل”: مخزومي رفع إصبعه الوسطى بوجه يعقوبيان. لا تسجيل، لا شاهد، لا توثيق، فقط رواية جاهزة للتسويق. ومن هنا، يبدأ السؤال الجوهري: من تلقّف هذه الرواية؟ ومن ضخّها؟ ومن حوّلها خلال ساعات إلى حملة منظمة؟


الجواب واضح ولا يحتاج إلى كثير من الذكاء السياسي. ماكينة حزب الله الإعلامية دخلت على الخط فورًا. البداية كانت عبر منصّات تدور في فلكه، ثم جرى التعميم والتوسيع، وصولًا إلى أبواق اعتادت لعب دور “الصحافة البديلة” فيما هي عمليًا جزء من جهاز التعبئة السياسية. فجأة، تصبح القصة “قضية أخلاقية”، ويُستدعى قاموس السلوك والاحترام، من الجهة نفسها التي تبرّر السلاح غير الشرعي، وتغطّي الاغتيالات، وتسوّغ انهيار الدولة.


منصّات مثل Megaphone وغيرها، لم تكلّف نفسها عناء السؤال أو التحقق. لم تبحث عن حقيقة، بل عن مادة. مادة تُستخدم لضرب صورة نائب سيادي، شكّل منذ سنوات حالة إزعاج حقيقية لحزب الله وحلفائه. وهنا بيت القصيد: فؤاد مخزومي ليس مستهدفًا بسبب “إشارة” لم تحصل، بل بسبب مواقفه السياسية الواضحة، الجريئة، والمباشرة، وعلى رأسها المطالبة الدائمة بنزع سلاح حزب الله، وإعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها.


ما يجري ليس حادثة عابرة ولا سوء تقدير إعلامي، بل حملة ممنهجة بين تحالف السلطة والمافيا. الهدف: إضعاف الدور الرقابي والتشريعي لمخزومي، تشويه صدقيته أمام الرأي العام، وضرب صورته الأخلاقية بعدما فشلوا في كسر حضوره السياسي. هذه هي القاعدة في لبنان: من يواجه المنظومة يُستهدف، ومن يزعج حزب الله يُشيطن، ومن يطالب بالدولة يُتّهم.


اللافت أن بعض الجهات الإعلامية التي شاركت في الحملة هي نفسها التي اعتادت منذ سنوات استهداف مخزومي بأخبار مفبركة، تارة مالية، طورًا سياسية، واليوم “سلوكية”. الأسلوب نفسه، التوقيت نفسه، والغاية نفسها. فرق واحد فقط: مستوى الانكشاف بات أعلى، والفضيحة أوضح.


الحقيقة، خلافًا لكل ما جرى تداوله، أن هذا الحديث عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلًا. لم يصدر عن فؤاد مخزومي أي تصرّف مسيء داخل الجلسة، لا تجاه بولا يعقوبيان ولا تجاه أي نائب آخر. من يعرف سلوك مخزومي داخل المجلس النيابي يدرك أنه يحترم زملاءه، يلتزم الأصول البرلمانية، ولا ينزلق إلى أساليب رخيصة، لا في السياسة ولا في الأداء الشخصي.


لكن حين يكون المطلوب “ضرب” نائب، لا تعود الحقيقة أولوية. تُفبرك القصة، تُضخّم، وتُستخدم كأداة اغتيال معنوي. غير أن هذه الحملات، مهما اشتدت، لن تغيّر جوهر المعركة: فؤاد مخزومي يُستهدف لأنه يواجه مشروع السلاح، لا لأنه أساء. لأنه يطالب بالدولة، لا لأنه خرج عن اللياقة. وكل ما عدا ذلك، ليس سوى فيلم سيئ الإخراج… انكشف قبل أن يكتمل عرضه.


موقع الشفافية نيوز